بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
منوعات
أخر الأخبار

حروب الأرائك

مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 14

   مواقيت الصلاة اليوم السبت في القاهرة والمحافظات 1مواقيت الصلاة اليوم السبت في القاهرة والمحافظات 2مواقيت الصلاة اليوم السبت في القاهرة والمحافظات 3

مواقيت الصلاة اليوم السبت في القاهرة والمحافظات 4

                                        حروب الأرائك

                           بقلم | د. أحمد الوحش  / أ. ولاء خالد.

أُعلِنَت التعبئة العامة منذ أقل من نصف ساعة، والحشود تتزايد في وتيرة متسارعة، الجميع مُمسِكٌ سلاحه في ترقبٍ، وحذرٍ، تبادلوا الاتهامات، فتأجج التوتر، ولم يعد التراجع خياراً لأي من الأطراف، وضاع السلام بين الهتافات الغاضبة، والشعارات المُعَلَبة، فاشتعل فتيل الحرب…
عمت الفوضى المكان، تتطاير التغريدات يميناً، ويساراً، وخفت صوت العقل، وتعالت تنبيهات الهواتف، فلمن يُكتَب النصر؟

بدأت “الحرب” بتغريدة شابةٍ من داعمي الحركة النسوية كتبت فيها “أنا حرة يا ذكوري!”، رد شابٌ ذكوري على تلك الأنثى غير المروضة -من وجهة نظره- بتغريدة “أنت مكانك المطبخ!”.دشنت النسويات هاشتاج #ياذكوري، فرد الذكوريون بهاشتاج لا يقل عنه حماقةً #يانسويات، وكل منهم يسب الطرف الآخر، محض معركة مزيفة معتادة يُرضي بها نفسه كل من لم يجد قيمته في الحياة العملية،

كأن اللّٰه خلق الكون لهؤلاء الذين يعمل أباؤهم، وأمهاتهم حتى هلكت أجسادهم؛ ليستلقي قليلو الخبرة هؤلاء على الأسِرة مرتاحي البال ممسكين هواتفهم.

معركةٌ مضحكة، وقضيةٌ بلا هدف الفائز فيها من ينأى بنفسه عن هذا الصداع، فضغطت على زر العودة؛ لأعود إلى صفحة البحث لعلي أجد شيئاً مفيداً.
قرأت هاشتاج آخر يتحدث عن القضية الفلسطينية، يُرسِل فيها الجالسون على أرائكهم التهديدات لجيش الاحتلال، ويُضَخ فيها كثيرٌ من مشاعر الغضب؛

ليشعروا بنصرٍ إلكتروني غير مسبوق، فقد قصفوا جبهة المستخدمين الصهاينة بملايين من التغريدات العربية، كأن معارك الألسنة ستحرر الأرض، وتُعيد الحقوق.
معركةٌ كلامية أخرى لا تقدم، ولا تؤخر، والحقيقة أن من يملك العلم، ويمتلك الأسلحة المتطورة هو المنتصر في هذه المعركة، وليس من يمسك الهاتف، ويضيع وقته الثمين.معركةٌ أخرى لا تختلف عن سابقتها، طاقاتٌ مهدرةٌ، وخلافاتٌ افتراضيةٌ، ينطبق الأمر ذاته على كثيرٍ من الأخبار، والمعلومات المتناثرة التي تُشغِل العقول عن أمور هامة، وقضايا أهم.
هل هناك خلافٌ من الأساس بين الرجال والنساء؟ أليس من المفترض على الطرفين أن يتكاملا فيما بينهما؟ وهل يُواجَه الرصاص بالكلام؟عزيزي القارئ، إن السؤال الذي قد يثير فضولك “إذاً لماذا كل هذا الصخب الزائف

؟ وما الفائدة من كل ذلك؟”.
إن كلاً منا يعرف جيداً ما ينقصه في زمانٍ يفتقر فيه كثيرون إلى القيمة الحقيقية، وأصبحت القيمة مختزلة في عدد “أعجبني” على المنشورات،

وأعداد المتابعين، وأصبح قليلو الخبرة -ممن لا يفترض أن يكون لهم التأثير الأكبر- قادرين على إحداث التغيير في المجتمعات، وخفت صوت الحكمة، وتبدد دور الخبرة، وأُعطيَّ غير المتخصص الفرصة؛ ليتحدث في غير اختصاصه، اليوم تساوى العالم، والجاهل، فالمعيار أصبح الكم لا الكيف.

هذه فتاة لا تزال في المرحلة الإعدادية تتحدث عن الحركة النسوية، وعن أنها شخصية مستقلة تعتمد على نفسها، وبمراجعة حياة تلك الفتاة سنجد أنها تعتمد اعتماداً كلياً على أبيها؛ ليوفر لها قوت حياتها، وذاك شابٌ يتعاطى المخدرات يرى أن المطبخ هو المكان الأنسب للمرأة، ألا يتوجب عليه أن يعالج نفسه أولاً قبل “معالجة المجتمع” من وجهة نظره؟

وذاك يتخذ من أريكته قاعدة عسكرية يوجه منها تغريداته إلى العدو، وهو لا يعلم عن أهوال الحرب سوى أن البطل في أفلام هوليود يطير بالحركة البطيئة من شدة الانفجار، وفي خلفية المشهد صوت الانفجار ممتزجاً بموسيقى حماسية،

فيندفع الأدرينالين في عروقه، ويمسك هاتفه؛ ليكتب “سنحرر القدس”، وهو لا يعلم شيئاً عن فلسطين، أو عن تاريخ الصراع العربي الصهيوني سوى وشاح المقاومة، ومسجد قبة الصخرة الذي يظنه المسجد الأقصى.

أصبحت الشاشات ميادين المعارك، وأصبح الجميع فلاسفة، ومحللين عسكريين، وخبراء اقتصاديين، وعلماء في الطاقة النووية، وأيٌ منهم لم يخرج من باب غرفته؛ ليرى الواقع المرير لهذا الكوكب الذي تحول لونه من الأزرق إلى الأحمر من كثرة الحروب، والدمار.
عالمٌ ينتظره ركودٌ اقتصادي، وحربٌ عالمية ثالثة تدق أبوابه، وأراضٍ بأكملها يهددها الجفاف، والمجاعات، ولا يزال هؤلاء الجالسون على أرائكهم يتعاركون على بعضٍ من التفاهات، ويتحدثون عن إعادة تشكيل العالم كأنهم يناقشون وصفة طبخ، لا عن شئون دولٍ، وملايين البشر.

يتوجب علينا أن نحترم العلم، والخبرة، وأن لكلٍّ تخصصه، وأن تلك المعارك الزائفة تستنزف الوقت، وتشتتنا عن صلب الحياة، وقضايا واقعية أهم بكثير، فالعالم الافتراضي لن تتكسب منه راتبك، ولن يدفع عنك أي من هؤلاء المهرجين فاتورة الكهرباء، أو الماء،

وبعد الانتهاء من ذلك الوهم ستتفاجأ بجبالٍ من المسئولية في انتظارك.
إن مواقع التواصل الاجتماعي لا يجب أن يُعَول عليها كمرآه تعكس الآراء الصائبة، أو المتخصصة؛ لأنها تعتمد على الكم لا الكيف، وفي أغلب الأحيان تتغير عليها الوقائع، وتنتشر بها الشائعات.

من وجهة نظري -التي تحتمل الخطأ قبل الصواب- أرى أن تُسَن قوانين تنظم تلك الفوضى، وتحد من المحتويات اللا أخلاقية، وتحافظ على حقوق المستخدمين، ومحاسبة المخطئين؛ لأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أداة قادرة على تغيير الكثير، وتوجيه المجتمعات، فغدت الأرائك الاسفنجية أكثر راحةً، وفي الوقت ذاته أكثر خطراً.

إقرا أيضا

يوتيوب

 

ونقدم لكم من خلال موقع (الراي العام المصري)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

تابعونا

                                             مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 19 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 20 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 21 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 22 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 23 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 24 مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 25

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى