بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
تقارير وتحقيقات
أخر الأخبار

آخر صدام بين العرب والبربر .. "الملكة ديهيا"

مؤتمر كيان المرأة المصرية .. تكريماً لمجهود كل امرأة تحت شعار رائدات النجاح 14

   آخر صدام بين العرب والبربر .. "الملكة ديهيا" 1آخر صدام بين العرب والبربر .. "الملكة ديهيا" 2آخر صدام بين العرب والبربر .. "الملكة ديهيا" 3

آخر صدام بين العرب والبربر .. "الملكة ديهيا" 4

البربر

كتبت / نورا حامد

آخر صدام بين العرب والبربر .. “الملكة ديهيا”

 

ذكري لهذه المعركة لا يعني انتقاص من العرق البربري.على العكس فهم أسياد ولهم صولات وجولات مع جيوش المسلمين .خلال أواخر القرن السابع ، قامت جيوش الخلافة الأموية  بفتح شمال إفريقيا على مدى عقود ، والتي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية.

قرطاجنة

أرسل الخليفة “عبد الملك بن مروان” قائداً جديداً لمنطقة شمال أفريقيا ذا كفاءة عالية ، وهو “حسان بن النعمان”، الذي أستهل ولايته بفتح مدينة (قرطاجنة) أعظم مدن المغرب وقتها وكانت تحت سيطرة الروم . ثم سأل “حسان” بعدها عن أقوى ملوك إفريقيا ليسير إليه ، فيهزمه أو يُسلم ، فقيل له: الكاهنة “ديهيا” ، وهي امرأة بجبل (أوراس) أصبحت زعيمة البربر بعد مقتل “كسيلة” ، و كانت إحدى العقبات الرئيسية أمام الفتح ، وهي ملكة بربرية قاتلت ضد تقدم الأمويين إلى (نوميديا) .

فأسرع إليها “حسان بن النعمان” ليقاتلها ، فوقعت الهزيمة على المسلمين في معركة (نهر نيني) ، الذي أطلق عليه المسلمون بعدها اسم (نهر البلاء) وذلك سنة 77هـ .

انتصار ديهيا

انتصرت الكاهنة “ديهيا” على جيش الأمويين ، مما أوقف مؤقتاً حملة “حسان بن النعمان” لغزو (نوميديا) ، وتراجع جيش “حسان” ووقع في الأسر عدد من المسلمين ، منهم “خالد بن يزيد القيسي” .

عادت الكاهنة إلي موقعها في جبال (أوراس) ، واجتمعت بالأسري الثمانين ، حاورتهم وسألتهم عن دينهم فاكتشفت أنهم لم يأتوا مستعمرين وإنما حاملين لرسالة ، كانت نتيجته أن أطلقت سراح الأسرى ، واحتفظت بأذكاهم وأوسعهم ثقافة وحفظا للقرآن وتفقها في الدين وهو “خالد بن يزيد العبسي” ، وكلفته بتعليم ولديها العربية والقرآن ، بل وعمدت إلى تبنيها لخالد واتخذته ولداً لها وفقا لشعائر دينها.

القضاء على الفتن

بعد أن انتهى الخليفة “عبد الملك بن مروان” من القضاء على الفتن الداخلية ، أرسل إمدادات كبيرة إلى المغرب لمساعدة “حسان بن النعمان” ، فلما تكاملت استعدادات المسلمين انطلق “حسان بن النعمان” بالجيوش الإسلامية إلى جبال (الأوراس) معقل الكاهنة ، و أقترب “حسان” من الكاهنة ، لكن يبدو وفقا لروايات المؤرخين أن الكاهنة خافت و ضعف حماسها بحربها ضد المسلمين لعلمها أنهم أنهوا صراعاتهم الداخلية و تفرغوا لها.

الصراع النفسي

ودخلت في صراع نفسي حاد ، توصلت بضغطه إلى اتخاذ قرار بتحرير ولديها ، بل وحثهم على عدم إتباعها في حربها ، أما هي فقد وعدت قومها عند تعيينها ملكة عليهم أن تقاتل في سبيلهم حتى الموت ، ولا بد لها من أن تفي بوعدها.

ويجمع المؤرخون أنه ما كادت الكاهنة تعلم بوصول جيش “حسان” إلى إفريقيا وتوجهه نحو منطقة (تبسة) حيث ترابط ، حتى هربت و غادرت المنطقة واتجهت نحو الجنوب ، بعد أن أوصت “خالد العبسي” أن يصحب ولديها ويستأمن لهما عند “حسان”.

بئر الكاهنة
بئر الكاهنة

الوداع والرحيل

يروي عنها أنها قالت لولديها وهي تودعهما: (خذ يا خالد أخويك إلى حسان ، أوصيكما يا ولديّ بالإسلام خيرا أما أنا فإنما الملكة من تعرف كيف تموت).

ويلاحظ أنها قالت كيف تموت ، ولم تقل كيف تنتصر لعلمها أنها لن تستطيع الانتصار على المسلمين هذه المرة ، وهكذا خاضت آخر معركة لها المعركة – التي وصفت بأنها “شرسة” – وانتهت بانتصار جيوش الخلافة الأموية ، وموت الملكة “ديهيا” التي جيشت البربر ضد المسلمين العرب ونهاية المقاومة البربرية المنظمة للفتح الأموي ، في منطقة (بئر العاتر) جنوب ولاية (تبسة) في 2 رمضان 82 هـ.

بئر الكاهنة

وما زالت حتى الآن البئر التي حفرتها عندما حاصرها المسلمين ومنعوا عن جيشها الماء ، ما زالت قائمة تدر الماء ، ويسميها الناس بهذه المنطقة حاليا (بئر الكاهنة) .

وبعد هذه المعركة أقبل البربر على دين الإسلام يبايعون لخليفة المسلمين ويقاتلون تحت رايته ، وفتح الله على أيديهم بلاد عدة ، وكان لهم المشاركة الكبيرة في فتح الأندلس أعادها الله إلينا .

اقرأ أيضًا:

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى