بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
مقالات

بعينٍ متفائلة بقلم أحمد الوحش

بقلم أحمد الوحش

“كورونا” كلمةٌ تختصر كثيراً من الآلام والأخبار والتخوفات والتغيرات، وقليلاً من الأمل المرهون باللقاح.
“الحجر” كلمةٌ تعكس لقارئها الملل والفراغ والسجن والسلبية، ولمتأملها بعضاً من المواهب وتطوير الذات والإيجابية.

في الماضي كان العالم الواقعي ضخماً يتيح لك السفر والتحرك بحرية، بينما نظيره الافتراضي لا يتخطى حدود الهاتف الصغير.
اليوم أصبح عالمنا الواقعي غرفة مكونة من أربعة حوائط، والهاتف نافذة لعالم افتراضي ضخم للغاية يتيح لك حرية النقاش والحوار مع الجميع.
الأمر بات مزعجاً للبعض من محبي السفر واستنشاق الهواء الطلق في الحدائق العامة، وصار فرصة جيدة للآخرين ممن توفر لهم الوقت الكافي؛ ليحققوا ما تمنوه وعجزوا عنه بسبب مشاغل الحياة.

أتاح لنا فيروس كورونا كثيراً من الوقت للتعلم والتطوير والعودة لهواياتنا القديمة، فانتشرت المواهب في كل أرجاء العالم الافتراضي؛ هذا يكتب وذاك يرسم وتلك تغني، كما أتاح لكثير من الناس القراءة وتعلم كل ما هو جديد بضغطة زر.
لم يقتصر الأمر على ذلك فقط، لكنه غيَّر كثيراً من الأفكار والآراء بعد النقاشات التي اضطررنا أن نخوضها بسبب ملل الحجر.

في الماضي كنا نرى حفلات الزواج باهظة الثمن والكبيرة، لطالما اعترض كثيرون على هذه العادات المتكلفة والمكلفة؛ لأن العروسين أولى بكل قرشٍ في بداية زواجهما.
اليوم أُغلِقَت صالات الأفراح وفُرِضَت قوانين التباعد الاجتماعي، أصبحنا نشهد زواجاً بحفلة بسيطة لا يتخطى الحضور بضعة عشر فرداً في منزل أحد العائلتين، سينعكس ذلك بالإيجاب مستقبلاً، حيث ستقام الحفلات الصغيرة؛ لتوفير الأموال.

إذا نظرنا إلى الحجر بعينٍ متفائلة، فهو بمثابة ورشة عمل، ومكتبة للقراءة، وتطوير للذات، ومراجعة للنفس على مستوى الفرد، وبمثابة لم شمل الأسرة، وتهذيب للشارع وتقليل للحوادث، وترابط بين الجميع على مستوى المجتمع.
عزيزي القارئ، على الرغم من هذا الرزء الفادح -الذي أصاب العالم- إلا أن هذا الحجر القاسي في ظاهره لينٌ في جوهره، فهناك كثيرٌ من أوقات الفراغ لم تكن يوماً متاحة في السابق. عليك استغلال وقتك بشكلٍ صحيح، فهو فرصة قد لا تتكرر؛ لتطور من ذاتك وتراجع نفسك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى