انتقادات لحماس على خلفية زيارة هنيّة للبنان وزعيم حركة حماس يردّ

عبده الشربيني حمام

في الآونة الأخيرة، استأنف إسماعيل هنيّة، زعيم حركة حماس جولته التي شرع فيها في منتهى السنة الماضية خارج قطاع غزة والتي يبدو أنّها توقفت جرّاء انتشار فيروس كورونا في العالم أسره .
و تأتي زيارة هنية في وقت ترى فيه الجهات الفلسطينية ان محاولة حماس المستميتة لتقويض سلطة القيادة في رام الله غير مفهوم في وقت يحتاج فيه الشعب الفلسطيني الى وحدة فصائلية حقيقة حيث مل الشعب الفلسطيني من ارتهان بعض الحركات المقاومة لمشاريع حزبية غير وطنية .

وقد أدّى هنية مؤخرا زيارة إلى لبنان رفقة وفده التابع لحركة حماس، التقى فيها عددا مهما من قيادات الدولة والقيادات الحزبية اللبنانية والفلسطينية على حدّ سواء.
هذه الزيارة اُعتبرت جدليّة بامتياز، وطرح الكثير أسئلة حول توقيتها، علاقتها بانفجار مرفأ بيروت، وارتباطها بالأساس باقتراب موعد الانتخابات الداخليّة لحركة حماس. من المواضيع الجدلية التي تداولتها الصحف والمواقع الإعلامية والإخبارية اللبنانية ملفّ تواجد حماس المكثّف في لبنان. وقد ذهب البعض ممّن علقوا على زيارة هنيّة إلى أنّ تواجد حماس في الأراضي اللبنانية يهدّد استقرار البلاد ولا يخدم مصالح الوطن العليا، خاصّة وأنّ حماس تحاول دائما تعزيز نفوذها مستغلة عشرات الآلاف من الفلسطينيّين المقيمين في مخيّمات اللاجئين وقربها من حزب الله المتغلغل في البلاد.
ردّ هنيّة إثر لقاء جمعه برئيس مجلس النواب نبيه بري على هذه الأقوال التي انتشرت زمن جولته في لبنان مؤكدا أنّ حركة حماس لا تحاول زعزعة الأمن اللبناني أو التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وأنّ كلّ ما تريده حركته هو رعاية مصالح الفلسطينيّين في لبنان وتعزيز التعاون بين الطرفين.

هناك علاقات تاريخية متينة تجمع بين السلطة الفلسطينية في رام الله ودولة لبنان، ولا ينبغي أن يقع التشغيب عليها بسبب بعض التوجهات الحزبية المعروفة لحماس لأنّ العلاقة التي تجمع الجانبين ببعضهما البعض تتجاوز السياسة إلى الامتداد التاريخي والجغرافي.