التكنولوجيا في رمضان سلاح ذو حدين

بقلم رندا السيد

الإنسان يسعى دائمًا لجعل حياته أفضل، ولا شك أن وسائل الاتصال التكنولوجية استحدثت لتحقيق ذلك، وما زالت التكنولوجيا تأتى كل يوم بالجديد في كل نواحي الحياة؛ حيث تلعب دورًا كبيرًا فى حياتنا المعاصرة، فوسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة أحدث طفرة في المجتمعات الإسلامية، خاصة في شهر رمضان الكريم، وبالرغم من إنجابيتاها إلا أن لها سلبيات من شأنها أن تحرم المسلم من الغاية التي شُرِعَ من أجلها الصيام، وهي التقوى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ].
استغلال الوقت في رمضان في العبادة وليس اللهو وقضاء الوقت علي وسائل التواصل الاجتماعي موضحا وذكرهم بأيام الله وفي المأثور أن لربك في أيام دهركم لنفحات ف لا تفرطوا فيها وقال رسول الله صلي الله علية وسلم لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسال عن أربع عن عمرة فيما أفناه وعن شبابة فيما أبلاه وصح عن رسول الله صلي الله وعلية وسلم اذا قال نعمتان مغبون فيها الانسان الصحة والفراغ
ولذ يجب علي المسلم في رمضان أن يشد الهمة وأن يستغل نهار رمضان في العمل والعبادة ولا يضيع وقته حتي يكون من الفائزين في شهر رمضان بالمغفرة والرحمة والعتق من النار وكذلك يجب علي الصائم ان يستغل ليله في العبادة والتقرب الي الله سبحانه وتعالي
ويضيف: يجب على المسلم أن يعلم أن الوقت نعمة كبيرة، وهوأمانة عليه أن يحافظ عليه، وأن يستغله فى الطاعة والعمل الصالح وهذه النعمة «أى الوقت» مغبون «أى محسود ومغبوط» فيها كثير من الناس، واللحظة التى تمر عليك لن تعود ثانية، وستسأل عنها أمام الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه».
ومن هنا يجب قصر استعمال الاتصالات الحديثة على الضرورة فقط، لأنها فى غير ذلك تعد إهدارا للوقت وضياعا للعمر، فضلا عما يمكن أن يؤدى هذا السرف من الوقوع فى مخالفات شرعية، وما أكثرها علي الصائم أن يحافظ علي الصلوات المفروضة والسنن والنوافل والتضرع الى الله سبحانه وتعالى من خلال الأدعية والأذكار والتصدق وصلة الارحام والسعى على المعاش للكسب الحلال، وفى الليل ينبغى للصائم قضاء ليله فى الذكر وصلاة التراويح والتهجد وتلاوة القرآن، ومن هنا أثنى النبى صلى الله علية وسلم على الصائم القانت القائم. فعلى الصائم أن يشغل فراغه فى هذا الشهر العظيم فى القربات والطاعات بشتى أنواعها حتى ينال الثواب الاعظم، ويكون ممن قال الله تعالى فى حقهم «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»، والمسلم الذى يجعل هذا هدفا له فى رمضان لن يجد متسعا لوسائل الاتصال لأنها حينئذ ستكون مضيعة للوقت، وستخرج من دائرة أولوياته.
التكنولوجيا تساعد الطلاب على أداء واجباتهم، وتمكينهم من التعلم عن بعد في الوقت المناسب لهم، إذ يمكن من خلال التكنولوجيا حضور دورات تدريبيّة، وتعلّم دروس مختلفة مباشرة عبر الإنترنت.
كما تحسّن التكنولوجيا من تفاعل وتواصل الموظّفين فيما بينهم أثناء العمل، بالإضافة إلى تسهيل تبادل المعلومات المتعلقة بالعمل، هذا إلى جانب دعم عملية صنع القرار.
وهذا يؤدي إلى توفير كثير من الوقت أثناء الصيام، والذي يمكن اغتنامه لقراءة القرآن أو صلاة النوافل.
اما علي المستوي الاجتماعي تساعد التساعد التكنولوجيا المسلم على صلة الأرحام، والبقاء على اتصال معهم مهما بعدت المسافة من خلال مكالمة عادية، أو مكالمة فيديو، أو إرسال الرسائل النصية.
وتحقق التكنولوجيا أيضًا التسلية والمتعة للأطفال أثناء الصيام عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ، أو من خلال اللعب على ألعاب الكمبيوتر المختلفة؛ فتقلل لديهم الشعور بالتعب أو الجوع، مما يساعدنا في تدريبهم على الصوم.
علي المستوي الصحي وصلت التكنولوجيا إلى مساعدة الصائم للتغلب على ما قد يتعرض له من أزمات صحية أثناء الصوم؛ حيث يمكن متابعة الحالة الصحية من خلال الأجهزة التي تعمل على قياس ضربات القلب وانتظامها أو اضطرابها، وكذلك الأجهزة التي تعمل على التنبيه في حال القيام بمجهود كبير قد يعود على الصحة بالضرر.
كذلك يمكن للتكنولوجيا المساعدة في تزكية النفس وزيادة الإيمان؛ حيث تسهل من الوصول إلى القرآن الكريم وتفسيره والفتاوى الدينية، كما تساعد في متابعة أوقات الصلاة ووقت السحور ووقت الإفطار، وتسهيل التبرعات الخيرية، وتيسير الاستعدادات لعيد الفطر.
ومن ناحية اخري هناك سلبيات للتكنولوجيا على المستوى الاجتماعي: قد تؤثر التكنولوجيا بالسلب على العلاقات الاجتماعيّة؛ لأن التواصل عبر المكالمات أو الرسائل النصيّة، لا يغني عن التواصل الحقيقيّ وجهًا لوجه، وهي تؤدي بذلك إلى فرض عزلة على الشخص.
كذلك علي المستوي الصحي تؤثر التكنولوجيا على الإنسان في اتّباع عادات نوم سيّئة، إذ يمكن أن يبقى الفرد مستيقظا لساعة متأخّرة على الإنترنت، مما يسبب اضطرابًا في نومه وتركيزه الذي ينعكس على عمله وعلى المستوى الإيماني:
فهناك من يضعف أمام مغريات التكنولوجيا، ويتبع شهواته في فتح مواقع غير لائقة بمسلم ناهيك عن كونه في شهر رمضان، مما يؤدي إلى نقص إيمانه، والتأثير على صومه، وحرمانه من فضائل الشهر الكريم .
وبذلك يتبين لنا أن التكنولوجيا بوجه عام، وفي رمضان بوجه خاص لها إيجابيات يمكن الاستفادة منها في هذا الشهر الكريم، كما أن لها سلبيات لابد من تجنبها، ويجب الحرص على مراقبة الله عز وجل عند استخدامها
.