بقلم سهلة المدنى
إعلام في طريقه إلى الموت ج2:
تحدثنا في الجزء الأولعن المشاكل التي تواجه الصحفي، ومنها إنه لا يكون مرحب به، ويختاروا من هو أقل منه في خبرة، وأيضاً لا يجد حقوقه في عالم الصحافة، فأنت غير مرحب بك، وأيضاً لا يوجد لديك حقوق لكي يكون لك صوت يسمعه القادة، وفي الجزء الثاني من المقالة سنكمل ما بدأنا فيه، فهو يجد صعوبة التعامل مع إدارة التحرير في الصحيفة ولا يستطيعوا فهم ما يريده، ويكون هناك عدم صدق والأمان في هذه العلاقة التي كان يجب أن تكون تحوي الصدق، وتكون هناك ثقة بينهم، والأفكار التي يقدمها الصحفي للإدارة يجب أن تعطيها اهتمام وتثق بما يقدمه من عمل لها، فهو هذا عمله ويعرفه جيداً، ويعرف ما يريده الجمهور، ولديه خبرة في هذا المجال، لذلك يجب أن يكون هناك ثقة وحب لهذا المجال بين الطرفين، لكي يقدموا عمل يحبه الجمهور، ولذلك أنت كصحفي وكاتب تخرج من واقعك الذي تريد أن تراه في عالم الصحافة، إلى واقع لا تريد الخوض فيه، أو العيش فيه، وهذا بمثابة موت لك في هذه المهنة التي أنت تؤمن بتعدد الأذواق فيها واحترامك لها ، وبحثك عن ما يريده الجمهور، واهتمامك به وهذا يقرب المسافات بينك وبين جمهور الصحافة، ونجاحك ووصولك لهم هو بمثابة نجاح هذه الصحيفة، وهذه حقيقة فأنت روحها وهي قلبك الذي تعشقها به، ولا يمكن لك أن تكتب شيء خارج عن الواقع لمجرد أن تهرب من الواقع وتقنع القارئ إنه سيحدث، ولذلك على إدارة الصحيفة أن تدرك إن الجمهور لديه عقل وفهم لما يحدث حوله، ومن الصعب خداعه، ولا زلت أذكر تلك اللحظة التي سمعت فيها قول أحدهم إن ما اكتبه يجب أن يكون في مذكرات خاصة يقراها الإنسان بمفرده، حاولت أن أدرك معنى ما قاله، وكنت أعتقده سخرية مما اكتبه في بداية الأمر، ولكن مع مرور الوقت تأكدت بأن أصدق اللحظات يعيشها الإنسان وهو بمفرده، وهذه اللحظة أدركت أنه من الصعب أن يكذب أو أن يدعي المثالية، وهذا ما فعلته في عالم الكتابة، ومن الصعب أن تخدع القارئ، وأن تجعله يعيش في كذبة، ولا تهرب من الواقع فمهما هربت منه ستراه أمامك، والصدق هو طريق صعب في البداية، ولكن نهايته تكون جميلة لك، فالإدارة تتطلب منك في بعض المرات أن تخرج من الصدق والواقع، وأن يكون عملك مثل ما يريدوا أن يكون ليس كما يريده الجمهور، وهذا مشكلة تقف عقبة في طريقك لإيصال رسالتك وإيصال صوت الصحيفة للعالم، ويجب إعطاء الصحفي فرصة لبناء الصحيفة ،وجعلها لها صوت يسمع في مختلف أنحاء العالم، وهذا لا يستطيع فعله سوى الصحفي هو الوحيد الذي لديه القدرة لذلك، فهو بمثابة علامة تجارية لها، وهذا واقع يجهله من يملك صحيفة أو من يعمل في الإدارة يجهل ذلك يتبع. . .
