الشيخ مصطفى دياب: الطبلاوي قال لي “أريد أن اختبرك بنفسي”

حوار/ محمد البدوي

صوت عذّب شهد له الجميع بدقة الأحكام وإتقان في الأداء، بدأ حياته بالابتهالات الدينية ووجهه البعض لطريق التلاوة ليصنع من خلالها اسم بين أعلام قراء القرآن الكريم.

وُلد صاحب ال24 عاما بإحدى قرى محافظة المنوفية، لأب يعمل إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية، أصرّ والده على تحفيظه القرآن حتى أصبح حديث الفضائيات.

وحوار خاص مع فضيلة الشيخ مصطفى محمد دياب، وإلى نص الحوار:

ممكن أن تحدثنا أكثر عن منْ هو فضيلة الشيخ مصطفى دياب؟
الشيخ مصطفى محمد دياب هو صاحب ال24 عاما، وُلدت بقرية ميت الكرام التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، وكان والدي يعمل إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية.

متى بدأت رحلة فضيلتكم مع القرآن الكريم؟
بدأت رحلتي مع القرآن الكريم عندما كنت صغيرا وختمته عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي، وبعدها اتجهت إلى دراسة المقامات الموسيقية.

منْ الذي اكتشف موهبة التلاوة لدى فضيلتكم؟
الذي اكتشف الموهبه لديّ وشجعني هو فضيلة الشيخ محمود الخشت، عندما كان يفتتح مسجد بقرية صفط جدام وهي بلد فضيلة الشيخ محمد الطبلاوي، قال لي “صوتك حسن وجميل ويكون أفضل إذا وظفته في القرآن الكريم”، ويُعد هو صاحب أول إشارة لكي انطلقت في عالم التلاوة، وخاصة عندما قال لي أنك تتعلم من المقامات الكثير وتنطق بها بالطريقة الصحيحة فمن الأولى أن توظفها في تلاوة كتاب الله بدلا من الابتهال.

ماذا عن رد فعل معلمي فضيلتكم أثناء رحلتكم مع القرآن الكريم؟
بعدما انتهيت من حفظ القرآن الكريم اتجهت لدراسة المقامات الموسيقية وأحكام القراءات وحصلت على أول إيجازة في فترة وجيزة جدا لم تتعدى ثلاثة أشهر وقال لي فضيلة الشيخ حمادة سلام معلم القراءات بالوطن العربي إنك في فترة وجيزة استطعت حفظ القرآن ومراجعته وكان منْ شجعني على الاستمرار في هذا الطريق.

كم كان عمر فضيلتكم عندما قرأت القرآن للمرة الأولى؟
قرأت القرآن الكريم للمرة الأولى عندما كنت في ال20 من عمري، وكانت أولى الليالي التي احييتها ببلدي قرية ميت الكرام وكان لأحد جيراني.

ماذا عن رد فعل المستمعين؟
أبدى الجميع إعجابه بالصوت والأداء وذكر البعض عبارات إشادة كانت لي دافعا للاستمرار في طريق التلاوة.

منْ هو المثل الأعلى لفضيلة الشيخ مصطفى دياب عندما بدأت رحلته مع القرآن الكريم؟
مثلي الأعلى عندما بدأت طريق التلاوة هو فضيلة الشيخ ممدوح عامر لأنه كان يعاني من نفس ما أعاني منه من صعوبات، وكنت على اتصال دائم بفضيلته لكي اتلقى منه النصائح والإرشادات، وكان يشجعني بقوله أي عقبة ستكون في طريقك فهي نجاح إن استسلمت إليها ستكون سقوط وإن تفاديتها وقابلتها بعزم ستكون نجاح.
أما مثلي الأعلى في التواضع فهو فضيلة الشيخ محمد محمود الطبلاوي رحمه الله.

ما هي الأسباب التي دفعت فضيلتكم للاستمرار في طريق التلاوة؟
دائما ما استمع لآراء الناس ووجهة نظرهم ونصائحهم لي وكانوا دائما ما يقولون لي استمر في التلاوة ونشتاق لسماع صوتك العذب، ويمكن القول بأن العامل الرئيسي في استمراري في هذا الطريق هو تشجيع الناس لي.

هل بدأ فضيلة الشيخ مصطفى دياب حياته كقارئ أم مبتهلا؟
بدأت حياتي مبتهلا وكنت دائما ما افتتح حفلات كان يحضرها كبار الزوار وأقدم العديد من الابتهالات بقصور الثقافة واتجهت للقراءة بعد لقائي مع فضيلة الشيخ محمود الخشت.

متي تقدم الشيخ مصطفى دياب للالتحاق بنقابة القراء؟
تقدمت للالتحاق بنقابة القراء في عام 2019، وكان نقيب القراء آن ذاك فضيلة الشيخ محمد محمود الطبلاوي، واتذكر قوله لي “أريد أن اختبرك بنفسي”، وكان ذلك بحضور فضيلة الشيخ محمود الخشت والشيخ محمد حشاد والشيخ طه النعماني.

ما هي شروط القيد بنقابة القراء؟
هناك شروط عدّة طبعا لعل أبرزها لابد أن يكون المتقدم حافظ لكتاب الله ومراعيا لأحكام التجويد ويكون هناك قبول في الصوت.

بدأ الشيخ دياب حياته كمبتهلا؛ فماذا عن المصاعب التي واجهته؟
أصعب حاجة كانت بتقابلني في البداية طبعا المقامات وكثرة الطلب من جانب المستمعين، وفي البداية كنت اعتمد على السمع وأقلد دون دراسة، ولكن بعد أن درست المقامات وتعمقت بها وحصلت على إيجازة فيها علمت متى استخدم المقام هذا وأين أقف وكيف أجمع بين المقامات.

إلى منْ يفضل الشيخ مصطفى دياب الاستماع إلى صوته؟
هناك العديد من القراء والذي اعتبرهم مدارس متخصصة في القراءة لأنهم أصوات من السماء فعلى سبيل المثال أفضل الاستماع إلى فضيلة الشيخ محمد الطبلاوي والشيخ محمد حصان والشيخ الليثي وفضيلة الشيخ فاروق أحمد ضيف والشيخ خضر أحمد مصطفى والشيخ ممدوح عامر.

ما هي الرسالة التي يودّ الشيخ مصطفى دياب إيصالها لأصدقاءه شباب القراء؟
أنصحهم بتقوى الله والتواضع فمن تواضع لله رفعه ونحن نحمل رسالة تحمل في جوهرها أسمى آيات التواضع والتقوى، ومثالي في التواضع فضيلة الشيخ فاروق أحمد ضيف والشيخ محمد الطبلاوي.

ماذا عن القراء الذين يتقاضون 20 ألف في الليلة؟
لا أقول شيئ سوى تذكير نفسى وإياهم بقول المولى تبارك وتعالى “وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ”، لأن كتاب الله ليس للتجارة أو المزايدة التي تحدث من بعض القراء.