بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
مقالات

الدكتورة ولاء درويش تكتب:سلوكيات الأطفال و الدراما الرمضانيه

بقلم الدكتورة ولاء درويش

سلوكيات الأطفال و الدراما الرمضانيه تنتصر لشراره والسلسلة علي حساب الأطفال
كان شراره صبيا صغيرا يصاحب الأشرار فتعلم السرقه وبدأ يسرق أشياء صغيره وفى يوم من الأيام كان يمشى فوجد سلسله من الحديد على الرصيف تركها الحداد لتبرد فمد يده ليأخذها فسمع الرجل صراخ الطفل وربط يد شراره بالشاش وقال له يابنى إبحث عن عمل شريف تأكل لقمة عيشك بالحلال درس من أكثر دروس الصف الثالث الإبتدائي ثباتا فى الذاكرة تم تقديمه فى الكتاب المدرسي خلال فترة التسعينات بنموذج بسيط من عدة سطور ثبت المؤلف فى أذهان أطفال التسعينيات جزاء السارق ومازال هذا الدرس عالق معنا حتي الآن وهو المحتوي المقروء مابالك بالمحتوي المرئي والمقروء والمسموع والمتحرك في نفس الوقت .
أيامها كانت التربية مسئولية واسعة إنما محدودة المصادر مابين التلفزيون بقنواته الأولي والثانية ومابين الأسرة الصغيرة أو العائلة الكبيرة علي النطاق الواسع المرحلة دي وقبلها فى فترة الثمانيات أيضا أنتجت الكثير من الأعمال الخالده حتي الآن بعض الأعمال راعت ولحد كبير وجود شريحة ليست بقليلة من الأطفال أمام التلفزيون وحاولت تقديم أعمال درامية تنمذج للأطفال تعلم قيم مختلفة ومنها مسلسل ( هند والدكتور نعمان ) ألقي المسلسل الضوء علي علاقة الآباء بالأبناء وعلاقة الجيران ببعضهم البعض، وكيف تدور العلاقة بينهم في ظل صراع الاجيال، وكذا علاقة الاصدقاء وكيف يجب أن تكون فى مادة سلسلة يمكن للطفل فهمها واستيعابها ببساطة ده بالنسبة للمسلسلا ت التلفيزيونية الموجهه في الأساس للكبار مع العلم أنه طالما المادة الإعلاميه متاحه لمشاهدة جميع الفئات العمرية إذن القيام بتصنيفها أمر خطير أما من جهة المادة العلمية المقدمة للأطفال عاشت ومازال مجرد تترها يحمل الكثير من البهجه فمنها مسلسل ( بوجي وطمطم ) للمخرج المبدع رحمي ولخفيف الظل ( يونس شلبي ) والرائعه هالة فاخر ) أثر المسلسل فى ثقافة الطفل المصرى والعربى، ، وارتبط بوجدان الطفل سنوات طويلة فى ليالى شهر رمضان، وكان له أثر فى إثراء الوظائف التربوية والاجتماعية والنفسية والتثقيفية و التسلية والترفيه والإمتاع بالإضافة لاهتمام صناع العمل بمجموعة من القيم النبيلة والأخلاق من أجل تغييرسلوك الطفل للأفضل وعلي مدار سنوات بعد ذلك نجد أيضا أعمال مخصصة للطفل منها ( ظاظا وجرجير ) ورد بيضحك جوه الفازه ( وبكار )
وبالتدريج إلي حد كبير تناسي صناع الأعمال الدراميه والإبداعيه الشريحه الأهم من المجتمع شريحة المستقبل الأطفال
وبدلا من تقديم التلفزيون للدور المناسب فى حياة الطفل ويتمثل أساسه فى
– إثراء فكر الطفل وحسه ورصيده اللغوي
– تدعيم القيم الإيجابية في نفس الطفل والتركيز على تنمية الإحساس بالانتماء الوطني وللجماعة الإنسانية لدى الطفل.
– التركيز على تأكيد المثل والسلوكيات الإيجابية وغرسها في الشخصية.
– إلقاء الضوء على الهوايات والرغبات التي تشبع الكثير من الحاجات.
– تنمية المواهب والتشجيع على إظهار الميول والاتجاهات والنظرة إلى الحياة. والدور الأهم هو
التوجيه السليم: برامج ومسلسلات التلفزيون ليست مسئولة فقط عن تقديم المعلومات المفيدة للطفل، وإنما عليها مهمة توجيههم إلى أسس التفكير السليم وكيفية البحث عن المعلومات خاصة إذا قدمت بأساليب درامية متنوعة لتظل ماثلة في أذهانهم لفترة طويلة، فيستفيدون منها في حياتهم، وبهذا يمكن ان توفر للطفل من خلال برامجه إمكانيات المعرفة والإطلاع، ثم البحث والتجريب وبالتالي يجد الأطفال إجابات شافية لما قد يدور في أذهانهم
وخاصة أن معظم المسلسلات التلفزيونية تثير لهفة غير عادية للطفل وتجعله يستجيب لها ويتشابك معها؛ ولذلك إذا لم يكن الطفل مسلحاً عن طريق أبويه وبيئته بقيم ثابتة وراسخة يمكن أن تصد ما يكرس الـتلـفزيون من برامج ومسلسلات غير صالحة بقدر كبير، عند ذلك يصبح سهلاً أن نـفـهم كـيف يقع الطفل في مصيدة التلفزيون.
اليوم أصبح التلفزيون مصدر للعنف وللتقليد الغير سليم صدر لنا مادة خام من خلال الدراما الرمضانية وغيرها بتلميع دور البلطجي بل وتفننوا بطرق عده فى تتويجه كقدوة مجتمعية واصبحت الخطوط الموازية فى الدراما الرمضانية فى بعض المسلسلات ذات الشهرة الواسعه لا تقدم الخير والشر متوازيان لكن أخذ التلفزيون شخصية شراره السارق من الكتاب وحولها لنموذج درامي يحتذي به بل بالعكس شراره القديم كان بسيط كل خطأه تطلعه للسرقة واتجازي عليها
شراره الحالي موجود مع كل لفظ غير مقبول ، مع حركات العنف المتتابعة فى الحلقة الواحده والأكثر التصوير للبلطجه كنموذج يحتذي بيه وكقدوه علي المدي القصير نجدها في كل شارع وحاره

وأصبح التلفزيون مصدر للقدوه السيئة وأيضا الرعب لدى العديد من الأطفال ذوي الشخصيات المهيأة لذلك، وذلك من خلال ما يتفنن به محترفو التأثيرات الخاصة، ويجب ألا يغيب عن البال أن الطفل لا ينظر إلى هذه المشاهد بعين الكبار فالطفل بحاجة إلى من يطمئنه ويذكره بأن هذا محض افتراء وخدع لا أساس لها من الواقع في شيء، ولذا تراه عادة ما يباشر بطرح الأسئلة بمجرد انتهاء العرض سعياً منه للحصول على إجابة مطمئنة، و في النهاية ينسى بعض الأطفال ما رأوه و تأثيره عند هذا الحد .. في حين يراكم البعض الآخر هذه الخبرات ليشد بعضها أزر بعض .. و النتيجة طفل يخاف من ظله وأيضا يقلد أعمال العنف الموجوده أمامه ولا يلتفت لقيم يبني عليها حياته
فبدلا من أن يشاهد الطفل عملا يصدر له فكرة سليمة أو طريقة لمواجهة مشكلة يشاهد عملا يمشي بسلوكه نحو الأسوء شكل ومحتوي وموضوع

حاليا تشكل صورة البلطجي خطرًا حقيقيّا خاصة عندما تكون هذه الأفلام صادرة من مجتمع له بيئته وفكره وقيمه وعاداته وتقاليده وتاريخه، ، الأطفال بذلك سيحاولون التعايش مع هذه الأعمال والاندماج بأحداثها وأفكارها فتصبح النتيجة علي المدي القصير والطويل غير محمودة الأثر علي المجتمع
بالنظر للدراما الرمضانية وغيرها فى السنوات الأخيرة لن نجد إلا القليل من الأعمال الدرامية الموجهة للعائلة التي يمكن أن نشاهدها مع توضيح مشاهدها للطفل – هذا إن وجدنا بعد الحصر الدقيق ولكننا سوف نجد مئات الشرارات تطل علينا من الشاشات لتجد كل يوم شراره جديد فى الشوارع والبيوت وعلي الأرصفه وقتها مما وضع فى المناهج من دروس لا يجدي نفعا سوي القراءه ليس إلا لأن شراره التلفزيون غالبا ينتصر فهو المرأي والمسموع والمقروء والمربي أيضا

بقلمي د\ ولاء حماده درويش

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى