من هم الفراعنة؟

كتب / مجدى الكومى

ورد ذكر الفرعون فى القرآن الكريم فى كثيرٍ من السّور والآياتومنها قوله تعالى

“وقال موسى يا فرعون إنّي رسولٌ من ربّ العالمين”

وقد أطلق لفظ الفرعون على الملك الذى كان يحكم مصر فى أثناء وجود موسى عليه السّلام، وقد كان هذا الفرعون مستبدًّا لا يرحم الضعفاء ويستخفّ بالعلماء، وقد إستعبد لفترةٍ من الزّمن بني إسرائيل فكان يقتّل أبناءهم ويبقى نساءهم أحياء حتّى يسخّرهم فى الخدمة والعمل الشّاق وعندما دعاه سيّدنا موسى عليه السّلام إلى الإيمان بالله تعالى أبى وإستكبر وقد أدركه عذاب الله تعالى بالغرق مع جنده في اليمّ فمات كافرًا مشركًا.

فرعون فى المعاجم العربية يُعرف على أنَّه اللقب الذى يلقّب به ملك مصر فى التاريخ القديم ويرجع أصل الإسم إلى الفعل يرعو وهو تسميّة ذات أصول ويعنى البيت العظيم مصريّة.

كما أنَّ هذه التسميّة هى لقب لكل شخص طاغى وجبّار وعاتى وكان المصريون يعتقدون أنَّ فرعون هو بمثابة الوسيط بين الآلهة والناس بينما بعد الموت يصبح الفرعون آلهة الموت ويتوج إبنه ويصبح مسؤولاً

عن السلطات الموقفة بعد موت الفرعون الأصل وتكون جميع القوى بيديه وقد تمّ تصوير الوضع الآلهى للفرعون بأنّه يستطيع أن يقتل أعداءه من خلال الثعبان الموجود على التاج وبقدرته على سحق الآلآف من الأعداء فى ساحة المعركة وأنّه يملك القوة بيديه أى أنّه يستطيع

السيطرة على الطبيعة وتغييرها بما يلائمه.

وقد إختلف المؤرّخون فى سبب تسمية الفرعون وأصحّ الأقوال ترجّح أنّ هذا اللفظ هو إسم علم لكلّ من حكم مصر فى هذه الفترة التي بدأت منذ ٣١٥٠ ق. م وإنتهت حوالى سنة ٣١ ق. م فلقب الفرعون هو كلقب كسرى عند الفرس، وقيصر عند الرومان وقد شهدت مصر فى عهد الفراعنة مراحل مختلفة من الصّعود والهبوط وكانت من أهمّ الأحداث فى عهد الفراعنة توحيد الشّمال والجنوب

فى عهد الفرعون مينا وقد إشتهر الفراعنة ببناء القصور

والمعابد والأهرامات التى بقيت إلى الآن شاهدةً

على قوّة هؤلاء القوم وتخطيطهم العمرانيى المتقن

وإشتهر الفراعنة بحبّ الأدب الذى لم يصل منه إلينا إلّا القليل حيث كان يُكتب على ورق البردى الذى تلف كثير منه بفعل مرور الزّمن وقد كانت لغة الفراعنة هى

اللّغة الهيروغليفيّة التى كشف أسرارها

وفكّ رموزها الفرنسي شامبيليون بالاستعانة بحجر رشيد

وقد إشتهر عن الفراعنة أنّهم كانوا يعتقدون باليوم الآخر والبعث لذلك إهتمّوا بشكل كبير فى مرحلة ما بعد الموت

حيث كانوا يخصّصون عمليةالتّحنيط لمسؤوليهم الكبار وزعمائهم وفى هذه العمليّة يتمّ تحنيط الجثث بمادّةٍ معيّنة تبقيها سليمة من دون تحلّل وقد أدهشت هذه العملية العلماء وحيّرتهم وقد وضعت جثث الفرعون المحنّطة فى توابيت خاصّة، وبنيت عليها الأهرامات

وأشهرها هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع

وقد واجهت الحضارة الفرعونيّة كثيراً من الأطماع من الخارج كما تعرّضت إلى كثير من الإعتداءات الخارجيّة من قبل النّوبيّين والأشوريّين والبابليّين والليبيين واليونان وقد سيطر الإسكندر المقدونى على مصر عام ٣٣٢ ق. م وطرد الفرس منها، وسقطت كليوباترا

آخر حكّام مصر عام ٣١ ق. م حيث أصبحت مصر منذ ذلك الوقت من المقاطعات التى تتبع الإمبراطوريّة الرومانية.