بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
الرئيسية

الكاتبة داليا السبع تكتب الجزء الرابع من قصة “بيكاليلو “

بقلم الكاتبة داليا السبع

سرقتُ فرحتها في لحظات أصيبت بخيبة أمل ، فحشمت لم يتغير نعم لم يتغير وسط انكسارات الروح التي لحقت بها ووجع قلبها المنفطر وتنهيدة حملت خيبات العالم كله في لحظات وسط تساؤلات لا تنفك أن تهاجمها لماذا ؟!وإلى متى هذا الحصار ؟! يقيد حراكي ويحطم طوق الحلم الأبيض الذي لطالما تمنته نفسي ، تستفيق من شرودها جسد بلا روح على صوت أخيها قائلا
اخبرته أختي لا تفكر بالزواج مطلقاً ، فهى تكرس نفسها للرسم للإعتناء بالخيل فكما تعلم نمتلك منها الأغلى دون منازع سلالة خيولنا نبيلة النسب لا هجين فيها ولا نسمح بهذا يكمل حديثه وهو في قمة غضبه
ويقول لقد حدثني بطريقة غير لائقة واتهمني بالأنانية وجمود القلب !
هل أنا هكذا يا زهرة ؟! هل أنا إنسان أناني لا يفكر إلا في نفسه ومصلحته فقط هيا أجيبيني ؟!
بنظرة منكسرة وصوت حمل نبرات وهن السنين التي مضت من عمرها
تجيبه : لا لا يا أخي بالطبع لا ….
خيبة أمل عالقة بحروفها ويأس رفع فوق أسوار قصرها راية سوداء وصوت لا تعلم من أين يأتي ترى من داخل نفسها المنهزمة، أم من عقلها الذي أدرك بقائها الدائم في سجن الوحدة ، نعم سوف تظلين هكذا حتى تنطفئ زهرة شبابك العاكفة على الرحيل ، تقف المسكينة تائهة بين جبروت أخيها ، وتسلطه المقيت ، لقد حرمها من أبسط حقوقها …
تصعد السلم والخدم مصطفين بجانب البهو الكبير ينظرون إلى بعضهم في حزن على زهرتهم الجميلة متى سيدق الفرح بابها متى؟! تنظر إليهم بدورها في حزن وتكمل صعود الدرج تحدث نفسها أعلم جيداً خوفك على الأموال والأرض والجاه و….و…،،،إلى أخر تلك الأمور العقيمة التي سئمتها جميعها .
تسمع صوت زمجرته في بهو القصر وهو عاقد حاجبيه بنبرة فيها تهديد ووعيد سوف يرى غضبي جيداً…. سوف ألقنه درساً لن ينساه !
الخدم ينظرون إلى بعضهم والحزن والغضب يملأ نفوسهم يتحدث عم عثمان بصوت مرتفع قليلاً ستظل هكذا مجنون سلطة ، وجمع أموال بحق وبغير حق تستبيح حقوق الأخر بلا وجه حق أرضً أموال مواشٍ….
حقاً لا يعرف قاموسه الرحمة أبداً ،الأنا المتمثلة في ذاته المتجبرة المتكبرة خلقت له جيشاً من الأعداء يتمنون موته وزوال هذا الجاه العظيم ….
تحبس زهرة نفسها في حجرتها ، ولكنها لا تستطيع حبس دموعها المنهمرة من عيونها الجميلة ، تنظر للسماء وهى عند نافذتها ، تنظر للسماء وهى تلعن تلك الأقدار التي جعلتها واحدة من الأغنياء، وتتمتم في سخط ، وغضب والدموع تملأ وجهها : كم كنت أتمنى أن أكون واحدة من الفقيرات واحدة من هؤلاء الخدم ، كم أراهن سعداء ! كم كنت أتمنى….
تتلعثم وهى تفكر محاولة أن تعثر على الكلمات وسط صخب الغضب وثورتها المتأججة، التي لا يعلمها سواها …كم كنت أتمنى أن أكون كهذا المشرد الصعلوك فهى تراه من نافذة عرفتها بالطابق الأعلى من القصر
وفجأة تمعن النظر في اندهاش وهى ترى هذا المشهد أمامها …
ترى هذا المشرد وهو يصارع أحد الرجال محاولا الدفاع عن واحدة من الخدم كانت تأتي بطلبات السوق حينما اقترب منها وأوقع ما كانت تحمله ، ظناً منه بأن هذا مكان “مقطوع ” ولن يسمع استغاثاتها أحد، ولكنه فوجئ بمن كان مستلقياً هناك تحت تعريشته المصنوعة من سيقان القصب ، وإذا به يحمله من جلبابه فيطرحه أرضا، والأخر يجذبه من ملابسه الرثه فتتمزق وتنكشف تلك العضلات المفتولة لهذا الجسد اليافع يزين صدره شعر أسود كثيف ، فاهتز قلبها وباتت النبضات في جسدها تدق كقرع الطبول حين يحتدم وطيس الحرب ، وصدرها بات يعلو وينخفض بالأنفاس المتسارعة ،وبدأت تشعر برغبة هاجمت قلبها ، وهى تجده قد نكل بهذا المعتدي الغريب حتى لاذ بالفرار قبل أن ينكل به “بيكاليلو ” وإذا بالخادمة تعانقه وتشكره دون خوف أو اشمئزاز من منظره الرث أو رائحته التي يتمنى الإنسان أن يكون فاقدا حاسة الشم وهو على مقربة منه … ظل واقفا دون حراك ، وإذا بزهرة تشعر بشئ غريب غيرة غير متوقعة! وهى تسأل نفسها لماذا أحسست هذا الشعور ؟
وهنا ابتسمتُ لأول مرة وسعت الفرحة إلى قلبي ، وجدتني أسأل لأبين له أني فهمت باقي القصة .
ترى لماذا شعرت سيدة القصر بهذا الشعور يا أبي ؟ سألته بمكر ما الذي جعل أمي تغار عليك بهذه الطريقة ؟
أدرك أبي مكر سؤالي مبتسماً ولم يعلق!
أشعر بالجوع … أريد أن أتناول الطعام أنا جائع …،جائع جدا …
” جمال ” يأمر الخدم بأن يحضرو الطعام لوالده ، لكن الأب قرر أن يتناول الطعام في المكان الذي يعيش فيه من قبل ، دهش جمال من هذا الطلب ، لكنه قام لينفذ ما طلبه والده وإن كان غير منطقي .
حسنا يا أبي ، رحم الله أمي ودمت على محبتك إياها هيا بنا …
نزلا من القصر وذهبا عبر أبوابه، فابتعدا عدة أمتار وإذا يتوقف وتنهمر الدموع من عينيه وهو يسأل أين مسكني لا أرى أيّ أثر له ، هنا أنا تداركت حينما انهمرت دموعه فجأة، الزمن قد أتى مسكنه فلم يعد له وجود ، فعزمت على إعادة بنائه ، فما كان يحلو له الطعام إلا في سكنه الأول .
وما أن أتمتت بناء التعريشة من جديد …
حتى ظل يكرر الطعام ..، الطعام … اتضور جوعا هم بتتاول الطعام بنهم شديد وهمس أريدهم أن يحضروا لنا بعض البرتقال قالها وقد علت الضحكات في المكان جعلت الحياة تدب فيه من جديد …
النهاية .،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى