بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
مقالات

احتياجات خاصة ( العدد الأول)

بقلم أ/ مروة جاد
من منا ليست له احتياجاته الخاصة؟ من منا ليس مختلفاً عن غيره؟
وهل المجتمع السبب في تلك النظرة السلبية للاختلاف أم هذه النظرة مكتسبة دون مبرر!!!
دعونا نتفق على واقع الاختلاف بين الاشخاص فكلنا مختلفون وفي اختلافنا تميز وتكامل .
إن هذا الاختلاف دون غيره سبباً من أسباب تمييز شخص عن الآخر، ويصبح الاختلاف سلبياً لأن نظرة المجتمع تضع المختلف في خانة النقص وعدم الكمال.
لنتفق أن القدرات تختلف من شخص لآخر وأن التركيز يجب أن يكون على نقطة اساسية الا وهي الا يقيم الشخص من خلال قدرة واحدة فقط ولكن من خلال قدراته كلها.
جميع الأديان احترمت الاختلاف وديننا الاسلامي حثنا علي ذلك
قال تعالى):”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”(الحجرات:13
الاختلاف يصبح مرفوضًا وسلبياً من قبل المجتمع فغالباً ما نجد غيرة وحسد لمن تفوق علينا وذلك لأنه بنظرنا مختلف.
وبنفس النظرة السلبية نجد نظرة الدونية لمن هم في نظرهم أقل منهم فأصبحنا نتعامل مع من حولنا ونقيمهم على قدراتهم المادية أو العلمية!!
وماذا عن القدرات العقلية؟؟
عند التعامل مع أي فرد غريب يكون التعامل طبيعي فأنت لا تعلم عنه شيئا وتتعامل فقط من خلال المظهر الخارجي ، أما إذا علمت بأنه من ذوي القدرات الخاصة فهل ستتعامل بالمثل؟ سيختلف التعامل تماما إما تعاطف أو استغلال.
أخص بكلماتي ذوي الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) فهم بحر عميق لا يعرف كنوزه وأسراره إلا من أبحر فيه ويؤلمني أن أجد من يستغلهم ومن يتجنب لعب أبنائهم معهم والتنمر عليهم.
وأرجع ذلك إلي الجهل فمجتمعنا للأسف لا يعلم عنهم سوى أنهم كما يقال (عقلهم علي قدهم) ومسميات أخرى أعجز عن ذكرها ما دفعني لمحاولة تغيير المفاهيم الخاطئة والشرح المبسط الذي يساعد في فهم مشاكلهم ومعاناتهم وكيفية التعامل معهم
ما دفعني للكتابة سؤال سيدة التقيتها بحديقة لألعاب الأطفال وكان هناك طفل من فئة الدوان ساندروم وابني يلعب معه فإذا بها تهمس الا تخافي علي ابنك منه؟ لا انكر ان السؤال صدمني!!! ولكني بادرتها بسؤال مما أخاف؟ وكان الرد صادم بالنسبة لي لأنني لم أتوقع انه بعد كل هذا التطور التكنولوجي والمعلومات التي تصل بسهوله بين يديك بمجرد كبسة زر ردها علي: بأنه سيعدي ابني!!! ولأصدقكم القول انه لولا دراستي وعملي ما كنت استغربت كلامها فأنا لا ألومها لجهلها فالملامة علي عدم وجود توعية بشكل جيد عن هذه الفئة قد يبدوا الامر بسيطاً ولكنه عبئاً ثقيلاً علي كاهل أولياء أمورهم ولأضرب مثلا بسيطاً عندما تخرج الأسرة ونجد أحد أطفالهم يصرخ ويبكي متخذا من ذلك أسلوب ضغط لوالدية لتحقيق رغباته وكثيراً ما يرضخ الوالدين للضغط بسبب الحرج من الناس حولهم ونظراتهم.
فما بالك إذا كان الطفل من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة قد تنقلب الأمور وتحرم العائلة من الخروج ويرجع ذلك لتجنب نظرات المجتمع وتساؤلات الأطفال ببرأة لما هو هكذا؟ لأنه يشعر أنه مختلف.
فماذا نعرف عن هذه الفئة ؟
مجتمعنا بطبعة محباً للتعاون والمساعدة ، وإذا أراد التغيير والتقدم فعليه أن يسعى لأجله، وأن يغير أولاً النظرة السلبية تجاه كل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وإلي لقاءٍ بإذن الله العدد القادم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى