بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
مقالات

ليس هذا هو الإسلام

بقلم تامر محمد حسين
جاء الإسلام وفي طياته السلام والمحبة ومكارم الأخلاق مع رسول كانت هي صفاته ومن القرءان أخلاقه وكلماته ، فانتشر الإسلام بالتسامح والمعاملة الحسنة وطيب الخلق ، وكان عظيما في نفس كل عظيم ، وصار الدين فيهم ما داموا فيه ملتزمين وبه مستمسكين ، ومنه قائمين .
وإذا ما غفل الناس عن دينهم وأمر ربهم كان الفساد وانتشار الاحتكار سببا في محاولة تدمير نفوس الناس من حياتهم، فكان لزاما على المخلصين التصدي لهم وحماية المستلمين في حياتهم وأموالهم دون المساس بهم .
التطرف فكر ومنهج ،
فهو ليس وليد هذا العصر ، وليس مقتصر على العرب دون الغرب ، بل كان للغرب نصيبا من سفك الدماء ، وكلها باسم العنجهية والدهاء ، ذلك كما فعله هتلر بزعمه سيادة العالم ، وأن شعبه هو الأفضل ، ومن اعتقد غير ذلك فهو واهم ، فكان ذلك سببا لحرب عالمية ، وحصدت الأرواح باسم العنصرية ، فتفشى في العالم الحروب النازية ، والشعوب أصبحت عقولا تخريبية .
فالتطرف فكر ليس له أصل في الدين ، وجهل ليس فيه أمر العارفين ، وضلال ليس فيه هداية المهتدين ولا المهديين ، وخراب لكل بناء وترويع الآمنين .
لكن الإسلام هو دين السلام ، والمحبة الإنسانية والالتزام ، تبقي على النفس مسالمة مطمئنة ، ليس فيها جهل أو تعصب الجاهلية.
فالدين المعتدل لا يعرف الانتقام ، ولا يكره أحدا على دخول الإسلام ، ” فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ” والله عزيز ذو انتقام.
والفكر المتطرف لا يؤمن بالحوار ، ولا يقتنع بغير دليل على خلاف ما يختار ، ففيه تغلبه العصبية ، ويمتاز بالحدة والعنجهية ، فلا يعرف معنى الوسطية ، ولا يؤمن إلا بالجدية العنصرية ، يظن أنه الوحيد على الحق المبين ، وأن غيره في ضلال المفسدين
نبني الحياة في القلوب سلاما
وهناك من يميت القلوب بسفك الدماء
عيون تسهر على حماية وطن
وأخرى تبيت على صنع الكيد والدهاء
إنها العقول الفاسدة ، والقلوب الجاحدة ، والنفوس البغيضة ، والأرواح النقيضة ، تأمر بما لا تفعل ، وتسفك الدماء باسم الدين وتحتل ، أشهرت العداء لكل من ليس من عقيدتهم ، وجعلوهم مستحلا ومستباحا لهم ، فأحلوا الحرام تبعا لأهوائهم ، وحرموا الحلال رغبة لشهواتهم ، فما أخذوا من الدين إلا اسمه ، ولا أقروا بالسنة ولا بفعله ، فجعلوا في الناس خوفا شديدا من الدين ، وأصبح المجتمع الإسلامي تحت مسمى الإرهابيين !، فأساءوا للدين وللمسلمين ، وديننا برئ منهم فهم حقا أعداء الدين .
عاثوا في الأرض فسادا ، وقتلوا شيوخا وأولادا ، واغتصبوا النساء والبنات ، ولا شغلهم ضعفهم واستنجادهم برب الأرض والسماوات ، فانتهكوا كل المحرمات ، وفعلوا كل المنكرات ، وهم في نفوسهم أنهم على الحق الصادق ، وهم في الواقع هم في عيون الباطل والشر المارق ، يعلنون بما لا يبطنون ، ويسيئون الظنون ولا يحسنون ، فتلك عقولهم الفارغة ، وعقيدتهم الطاغية ، فهم يعتقدون أن هذا التزاما ، وأنه في الدين هداية وإماما ، فأصبحت حياتهم بالولاء والبراء ، يسمعون الأمر بلا تفكير أو إقصاء ، بل يأخذونه أمرا وارتضاء ، وفي نفوسهم أن هذا لله تمام الإرضاء.
فإذا ما تطرقنا إلى هؤلاء في تاريخهم الأسود ، لوجدنا أن فيهم الضال والمرتد ، فذلك هو التطرف بعينه ، والإرهاب بأسلوبه ودوافعه ، فلا بفقه الدين تعلموا ، ولا بسلام الإسلام توحدوا ، بل أصبحوا بفكرهم الضيق جاهلين ، وعن الحق والسلام معرضين ، فأعادوا حياة الخوارج الملاعين ، وثاروا على المجتمع وجعلوهم جميعا كافرين .
وعلى الرغم من علمهم بخطئهم وضلالهم ، إلا أنهم تعالوا على الناس باسم الدين .
وياللأسف الملزم ، والعذر المبهم ، صار على نهجهم شبابا ناضجين ، وعقولا ومفكرين ، ليسوا ذو فكر في العقيدة ، بل فكرهم دون فقه بمعنى الشهادة ، فأقدموا على التفجير والتدمير ، حتى ولو بأنفسهم ضحوا دون تقدير ، فلم يجدوا من يصلح لهم فكرهم ، ويثبت لهم في قلوبهم عقيدتهم ، فأخذوا شذور الدين وظواهره ، حتى ادعوا ما ليس فيه فجعلوا الحق فيه أباطله ..
هكذا كان علمهم في الجهل الفاسد ، وتلك هي حقيقتهم في الفكر الجاحد ، ومنه يكون الإرهاب والترهيب فالإرهاب لا دين له ،في زمن انتشر فيه الجهل وضعفت العقيدة ، وسادت فيه الفوضى ودعاة الرذيلة ، وابتعد الناس عن حقيقة دينهم ، فغابوا عن التسامح وإنسانياتهم ، وجعلوا من الأشرار سادة عليهم ، وأوهموهم بالسيادة والخلافة لهم ، إلا أنهم صاروا أداة للكافرين ، ولونوا دينهم لأهواء المفسدين ، فعاثوا في الأرض فسادا ، وخربوا الدور والمساجد والعبادا ، وأساءوا الفهم لدينهم وزعموا لأنفسهم الارتيادا ، فخلطوا المفاهيم ، وشوهوا العلم والتعاليم ، ففهموا الدين على هواهم ، لا للإيمان بل لمصالح لهم ، وأخذوا اسم الدين سترا لهم ،وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولائك الذين أحبط الله أعمالهم.
_ الإرهاب لا دين له،
فالدين لا يعرف معنى الإرهاب ، وهي كلمة ليست بالدينية ، ولكنها صناعة فاسدة أوربية ، اتخذوها هدفا وغاية للتدخل في شئون الدول الإسلامية ،فالإرهاب كلمة لكل الممارسات العدوانية ، تخويفا وفزعا للآمنين والذين ينعمون بالحرية .
وكيف لا يرهبون الناس ، وفي فكرهم شياطين الوسواس ، فقتلوا وهتكوا ، وخربوا وفتكوا ، وروعوا الآمنين ، وهتكوا حرمة المعاهدين ، فجعلوا المجتمع _ دونهم _ كله من الكافرين ، فاستباحوا الدماء والأموال باسم الدين ، وجعلوها لأنفسهم غنيمة واعتقدوا أنفسهم من الفائزين.
فأصبحوا خطرا على غيرهم ، وهو يحاولون إضعاف الأمة بمعتقداتهم ، فخالفوا روح الدين وجوهره ، وعصوا رسول ربهم وأوامره ، فجعلوا مودتهم لأعدائهم طاعة ، وعادوا أهل الدين وأهل القناعة ، فخربوا البناء والحضارة ، وزعموا بأنها الأصنام وليست بالمنارة .
تلك هي العقول الضالة ، والنفوس الضارة ، والضمائر الفاسدة ، والأجساد البائدة ، والواجب على أهل الدين ردهم ، فإن تابوا فهو خير لهم ، وإن استكبروا فليذهبوا إلى الجحيم بعنادهم ، وما علينا سوى توعية شباب المسلمين ، بحقيقة الدنيا والدين ، حتى لا يغتروا بتزيبف الكلام ، من سفهاء الأحلام ، ويعلموا دين ربهم الحق ، ذلك هدى الله ، يهدي به من يشاء إلى صراط مستقيم .
” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ” صدق الله العظيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى