بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
الرئيسية

الحب فى عصر التكنولوجيا والإنترنت

أحمد حسين …يكتب

قديما كان الحب أحياناً يأتي من النظرة الأولى،ولكن الان الحب يبدأ من طلب صداقه وتعليق ورسائل ومكالمات في عالم افتراضي علي الفيسبوك وتويتر وغيرهم من مواقع التواصل الإجتماعي، فاليوم أصبح الحب أسهل لما تتيحه مواقع التواصل من إمكانيات هائلة للتعرف،كذلك نوعية عبارات الحب تغيرت،ففي السابق كان العشاق يأخذونها من القصص الرومانسية، أما اليوم فيتوجهون لفعل ذلك إلى رسائل جوجل ومواقع التواصل السريعة، وأيضا نلاحظ أن الحب أصبح ينتهي بالبلوك عكس السابق كان ينتهى بالدموع والرسائل..
يختلف مفهوم “الحب” وطرق التعبير عنه من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر والتي ومن دون أدنى شك طرأ عليها الكثير من التطور والاختلاف مع تطور المجتمعات وتنوع وسائل التواصل الاجتماعي، وتغير نظرة المجتمعات العربية للحب، ولكن يبقى الحب إحساس غريزي فطري لايوصف ولا يوجد تعريف محدد له فالحب إحساس لا يوصف، تتعدد مشاعره وأساليب التعبير عنه، ويتغير من شكل لآخر، وبالنسبة إلي أراه طاقة لا تنضب ولا تأتي من العدم، لكنها تتحول من شكل لآخر، نغذيها مثل النبتة، ونرويها بالاهتمام والاحترام، لأنها قد تموت لو فقدت العناصر التي تساعدها على النمو، وكما يختلف مفهوم الحب يختلف أيضا التعبير عنه من شخص لآخر، فأحيانا يأتي الحب من النظرة الأولى، ومرات من الكلمة، فيما يهتم بعضهم بالشكل، ويتوقف مفهوم الحب ايضا علي مدى تقبل المجتمع له، فكل دولة تمثل قارة بتنوعها الاجتماعي والثقافي، فالأسرة الواحدة نجد فيها أفرادا يتقبلون الحب بين الجنسين، إن كانت لديهم تجارب ناجحة، أثمرت عن الزواج، وآخرين يتخوفون منه ومن مشاعره؛ فالتجارب والخبرات السابقة يبنى عليها التقبل والتعايش، ونحن لا نرى إلا قمة الجليد وما خفي كان اعظم، فهناك قصص انتهت دون أن يعرف بها أحد وتحولت إلى ذكرى في وجدان من عاشها، كما توجد قصص حب طاهرة نقية، وهناك حالات قيل عنها إنها حب وهي ليست كذلك، وإنما مشاعر مريضة بالتملك أو الرغبة في الخروج من الواقع والتمرد على المجتمع، وفي الأساس أي مشاعر قد تكون مستقرة وقد تكون عكس ذلك، فالشخص نفسه الذي يحب شخصا ما يتساءل بعد سنوات كيف أحببته؟ لأنه يكتشف أن هذا الشخص لا يناسبه،خاصة بعد أن ينضج ويحتك بالآخرين،وحتى نكون أكثر شمولية، من المعروف للجميع أن العادات والقناعات والأشخاص يتغيرون في كل مرحلة نمر بها، إذا كيف سيكون الحال بالنسبة إلى شخصين يتفاعلان مع بعضهما يوميا؟ ومن المعروف ان المرأة غالبا ما تكون أكثر عاطفة بطبيعتها، لكن بعض الرجال عاطفيون أيضا، لذا لا يمكن التعميم، أما الإخلاص في الحب فيعتمد على شخصية المرأة، وتأثير العوامل الاجتماعية فيها، فهناك عوامل تحتم عليها الإخلاص في علاقاتها الشخصية والزوجية، فالمجتمع مثلا قد يبرر خيانة الرجل، أو عدم إخلاصه لزوجته، لكنه لا يفعل ذلك مع المرأة، أما التضحية فيقدمها من يحب أكثر أيا كان جنسه، أما مدى تقبل الرجال لرغبة النساء فيهم فتختلف من شخص لآخر،لكن قبولهم يعزز في ذاتهم الرضا. خلاصة القول اننا لا نستطيع العيش من دون حب، والدراسات النفسية والسلوكية والاجتماعية بينت أن هناك اختلافا بين من عاش في جو مفعم بالحب في فترة طفولته، ومن عانى من الحرمان العاطفي؛ فالأشخاص الذين تلقوا الحب في طفولتهم يتميزون بأنهم أكثر ثقة في أنفسهم، وأكثر اكتفاء من الآخرين، في الجانب المقابل، نرى العكس تماماً مع الأطفال الذين حرموا من الحب، مثل الأيتام ،إذ تتم كفالتهم وتوفير ظروف حياتية جيدة لهم،لكنهم يفتقدون مشاعر الحب الحقيقية في العائلة والحرمان العاطفي، لذا أؤكد أن الحب لدى الإنسان غريزي فطري، ومن المهم توفيره منذ الولادة، والاستمرار في تقديمه دائما، نظرا للحاجة الإنسانية للحب والتقدير والامتنان، لكن يبقى الحب الوحيد المقبول بعد حب الله، هو حب الوالدين، فهو الحب المحمود والمقدر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى