أفسدنا الوطن

بقلم/أحمد رجب الخيطي

لقد إستهواني في صغري حتى وحينما أصبحت شاباً يافعاً إستهواني مشاهدة تلك المسلسلات التاريخية القديمة
التي تصور لك ذلك الفداء وتلك الروح المستعدة للتضحية بجسدها ومسكنها فداءاً لذلك المكان الذي تنتمي إليه
وتلك الأخوة التي تربطها بأهله وذلك العز الذي عاشت فيه في هذا المكان

لكن الآن يحزنني أن أشاهد تلك المسلسلات وذلك الكذب التلفزيوني الوخيم لقد إكتشفت أنهم كانوا يضحكون على أنفسهم أولاً ثم على عقولنا فلم يعد الأخ يشد عضد أخيه
ولم يعد الجار موصاً بجاره كما أوصانا نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولم يعد الوطن وطناً
نعم لقد دمرناه بأنفسنا وأحرقناه بكراهيتنا لبعضنا البعض وبحبنا لأنفسنا وحسب

الأمر كأن تركض ركض الملهوف على رغيف خبز
وتخيل المشهد كأن تركض على هذا الرغيف أنت وأخوك
من أمك وأبيك والأقوى هو من يحصل عليه

نعم لقد زحف قانون الغابة إلى وطننا
لكن السؤال الذي حيرني بذلك المشهد
لماذا لم يتقاسم هذان الأخان ذلك الرغيف؟
نعم إنها الأنانية وحب الذات التان دمرتا وطننا

لقد أصبحنا في غابة البقاء فيها للأقوى
فلا غنينا يساعد فقيرنا ولا قوينا ينصر ضعيفنا
ولا أحد يغيث ملهوفنا ولا كبيرنا يرشد صغيرنا
ودمرنا الوطن وأصبح حبه كذبة وطن بلا وطنية
وسكان ليست كما في المسلسلات حب وإخاء وفداء

إنه الوطن لكن مازال هناك أمل أن يرجع الوطن وطن.