وجوه لبنانيّة بارزة تنتقد زيارة هنيّة الأخيرة للبنان
عبده الشربيني حمام
لم تمرّ زيارة إسماعيل هنيّة زعيم حركة حماس الاخوانية إلى لبنان دون ردود أفعال لبنانيّة وفلسطينية. ففي حين اعتبر المقربون من حماس الزيارة فاتحة خير للجالية الفلسطينية المقيمة هناك والتي تُعدّ بعشرات الآلاف، انتقد البعض توقيت الزيارة والملابسات المحيطة بها .
من بين الذين انتقدوا هنيّة في زيارته الأخيرة شخصيّات لبنانيّة بارزة، بعضها علّق في صفحته الخاصّة على الفايسبوك أو التويتر والبعض الآخر عبّر عن موقفه في القنوات الإعلاميّة التي واكبت هذه الجولة عن كثب.
من المعلوم أنّ لبنان تمرّ حاليّا بأزمة على جميع المستويات خاصة سياسيّا واقتصاديًّا. وقد تعمّقت الأزمة أكثر بعد انفجار مرفأ لبنان، هذا الانفجار الذي كشف دون أن يدع مجالا للشكّ سوء الإدارة والتصرّف في لبنان، ودفع الكثيرين للمطالبة بتغييرات سياسيّة عاجلة، البعض منها جذريّ كالمطالبة برحيل الطبقة السياسيّة الحالية واستبدالها بطبقة أخرى، وبعضها الآخر موضوعيّ وأقرب للواقعيّة.
في ظلّ هذا الظروف المتأزمة، أدّى هنيّة زياته للبنان والتقى برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إضافة لقيادات سياسيّة أخرى مهمّة، أبرزها وأكثرها جدليّةً حسن نصر الله، كما التقى هنيّة بالفصائل الفلسطينية الناشطة في لبنان.
وتعتقد بعض الوجوه السياسيّة البارزة في البلد أنّ هنيّة استغلّ لبنان كمنصّة لإطلاق حملة انتخابيّة مبكّرة. يُذكر هنا أنّ حركة حماس تُعدّ لانتخاباتها الداخلية والتي من المنتظر إجراؤها في السّنة المقبلة إن لم يحصل طارئ في غزّة أو في العالم.
هذا و يرى المحللون السياسيون ان الانتقادات التي تلّقاها هنيّة إثر زيارته للبنان هي انتقادات متوقّعة ومنتظرة فهو شخصيّة سياسيّة جدليّة ، لذا من الطبيعي أن يتعرّض للنقد من داخل فلسطين أو خارجها. يبقى السؤال: هل كانت زيارة هنية زيارة روتونية للجالية الفلسطينية بلبنان كما تدعي حماس ام انها حملة انتخابية مبكرة تهدف لتعزيز صورته الخارجية والداخلية على حساب دولة صديقة وشقيقة كلبنان؟
