بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
مقالاتمنوعات

لا تفرح بالرخاء ولا تغتم بالفقر والبلاء فالذهب يجرب بالنار والمؤمن يجرب بالبلاء.

گتب :.أحمد طه عبد الشافي

لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) الآية (92) صدق الله العظيم

لا الفقر يستطيع إذلال النفوس القوية، ولا الثروة تستطيع أن ترفع النفوس الدنيئة. كيف يتسنى للحب والسلام، أن يعيشا بين الفقر ونبابيت الفتوات. تخاض الحروب من الدول لتغيير الخرائط، ولكن حروب الفقر تخاض لوضع خريطة التغيير.طوبى للفقراء فبفضلهم يمكننا أن نتقرب إلى الله.

هما يبلغ الفقر بالناس، ومهما يثقل عليهم البؤس، ومهما يسيء إليهم الضيق، فإن في فطرتهم شيئاً من كرامة تحملهم على أن يجدوا حين يأكلون مما كسبت أيديهم لذة لا يجدونها حين يأكلون مما يساق إليهم دون أن يكسبوه أو يحتالوا فيه.

في ظل اتساع الفجوة بين أصحاب الثروات والمعوزين، واستحواذ واحد في المئة من سكان العالم على نصف الثروات، والتفاوت في مستويات الدخل، يحظى ذلك البون الشاسع بين الفقراء والأغنياء باهتمام غير مسبوق في الوقت الراهن. وأشارت تقديرات إلى أن واحدا في المئة من سكان العالم يملكون 50 في المئة من ثروات ذلك العالم.

ووصف هذا المستوى من عدم المساواة، في الكثير من السياقات، بأنه “التحدي الأكبر” الذي يواجهه العالم. لكن هل يمثل عدم المساواة أكبر التحديات التي نواجهها بالفعل؟

يرى بعض الباحثين أن التفاوت في مستويات الدخل قد لا يكون هو التحدي الأساسي الذي يواجهه العالم، ويقولون إن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الهوة بين الأغنياء والفقراء، إنما في غياب العدالة، الذي يتجلى في محاباة البعض، وظلم آخرين. ولعل التحدي الأهم في القرن الحادي والعشرين هو الاعتراف بوجود علاقة بين الفقر والظلم.

وبينما ينظر الكثيرون لعدم المساواة على أنه أحد مظاهر غياب العدالة، فمن المهم أن نزيل اللبس بين المساواة والعدالة. ويرى هؤلاء الباحثون أن الاتفاق على تعريف قاطع لمصطلح عدم المساواة سيساعدنا في تحسين المجتمع الذي نعيش فيه، لأننا بهذا سنوجه الموارد لتلبية الاحتياجات الضرورية.

وبالتالي فالأب مسئول عن أسرته؛ والمدير مسئول عن إدارته؛ وهكذا كلُ في نطاق مسئوليته؛ وأيضًا صاحب العمل؛ سيسأل عمن تحت نطاق مسئوليته؛ ولا خلاف أن عماله سيسألون عن كيفية أداء عملهم.

أما الأمر الأهم؛ فهو السؤال عن مالك فيما أنفقته بعد الموت؛ وهو سؤال صعب للغاية؛ وصعوبته تتجلى في كم المال؛ فكلما زاد المال؛ كانت الإجابة صعبة؛ ولنا أن نتخيل العكس؛ كلما قل المال؛ كانت الإجابة أيسر؛ لنصل إلى الفقير معدم المال؛ هل يمكن أن نتخيل إجابته.

(لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) الآية (92) من سورة آل عمران؛ تشرح الكثير مما خفي علينا؛ فهذا أمر من الله؛ يقرر فيه؛ أن أي إنسان لن ينال البر؛ حتى ينفق مما يحب؛ ولأن المال هو زينة الحياة الدنيا كما قال الله؛ فهو أكثر ما يحب الإنسان؛ لذلك لن ينال البر بخيراته؛ حتى ينفق من المال.

فهل ينفق الأغنياء من مالهم بغرض أن ينالوا البر؟ وهل يدفعون زكاة مالهم؛ كما أمر الله؟

أسئلة إجاباتها؛ تبين أن الله عندما خلق الفقير فقيرًا؛ قد اختصه بنعم وميزه بها عن الغني؛ لأن له حقًا معلومًا في مال الغني؛ حدده الله سبحانه وتعالى؛ وألزم الغني بقضائه للفقير، وللحقيقة؛ لو دفع الغني ما عليه من التزامات نحو الفقير؛ لما وصلت نسبة الفقر لما وصلت إليه الآن؛ أتحدث عن العالم وليس مصر فقط.

لذلك سيأتي الفقير يوم القيامة؛ وله حق في مال فلان وفلان الأغنياء؛ لم يأخذه في حياته؛ لنكتشف في يوم الحساب؛ بعد أخذ الحقوق؛ أن يصير الغني فقيرًا؛ بعد أن أُخذت منه حسنات كثيرة لصالح فقير كان معدمًا؛ وقتها يتحول الفقير إلى ثري بدرجة لم يتوقعها؛ ويجد نفسه في مرتبة عالية؛ والغني الذي لم يعط الفقراء حقهم في مرتبة أدنى بكثير.

كلنا نرى المال نعمة من الله؛ ولكنها نعمة بمثابة اختبار؛ فإذا استطعت أن تنجح فيه؛ وتعطي الفقراء حقهم المعلوم؛ فقد فزت بالآخرة؛ والعكس يعني خسارة الآخرة بلا شك؛ وهذا ينقلنا لنقطة مهمة؛ أن الله عادل خلقنا كلنا لنعبده؛ وحدد طريق العبادة ووضحه تمامًا؛ وأنه حينما جعل شخصًا ما فقيرًا؛ فليس لغضب منه عليه؛ ولكنه في الحقيقة قد أنعم عليه؛ حينما عفاه من مسئولية حسابه عن مال رزقه إياه.

فهل يعي الأثرياء قيمة الاختبار الذي وضعهم فيه رازقهم؛ ويوقنوا أن الحياة قصيرة للغاية؛ ويعطون الفقراء حقوقهم في الدنيا؛ قبل أن يأخذوها منهم في الآخرة؟ ووقتها لن ينفعهم الندم على التفريط في هذه الفرصة بعد ضياعها؛ حينما يكتشفوا وقتها أنهم فقراء بدرجة لم يتوقعوها.

وأن الفقراء تحولوا إلى أثرياء بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ جميلة، فتحية إلى الفقراء الأثرياء؛ الذين صبروا واحتسبوا؛ وعوضهم ربهم بنعم الآخرة التي لا تقارن بنعم
الدنيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى