الخروج من عنق الزجاجة الليبية
مصر واطراف الأزمة الليبية والساعات الحرجة …هل من تغيير لوقف التصعيد والتوجه للحل السلمي ومنع الاقتتال:
لاشك ان تحركات الدبلوماسية المصرية بما في ذلك دبلوماسية الردع الواضحة والصارمة بتوظيف الخطاب السياسي المصحوب بتفاصيل مدروسة للمناورات الضخمة التي قد قامت بها مصر بحرفية وجدية واستعداد متميز لكل الاحتمالات قد أوصلت رسالة هامة الي كل الاطراف في الازمة الليبية وقد أدت الي القيام بدور ما يسمي في علم السياسة ب “تغيير قواعد اللعبة”
..فتوقف الهجوم علي سرت والجفرة الذي كان وشيكا ومخططا له في مطلع هذا الشهر فتوقف والي هذه اللحظات ..وكان الخطاب الموجه للقبائل الليبية في مصر مؤخرا مكملا للرسالة و علي درجة عالية من الاهمية والاتساق وهو ان الهدف الرئيسي لمصر هو وحدة ليبيا وأراضيها وان الخطاب السياسي المصري قد أكد وبوضوح انه موجها وبوضوح شديد للقبائل في كل من شرق ليبيا وغربها وان المساعدة مقدمة للجميع لأن يكون الحل في اساسه سياسيا ودبلوماسيا وان يكون ليبيا -ليبيا وان يقوم به الليبيون بعيدا عن اطماع كل القوي من خارج المنطقة ووقف عمل المليشيات المسلحة
لأن الاقتتال بين الدول المستعدة لمزيد من التواجد علي الارض الليبية لن يؤدي في غالب الاحيان الي نتائج حاسمة.. كما ان المزيد من الدماء لن يحل الصراعات بقدر ما يفاقمها عادة …ومن يسعي لتفجيير الاوضاع من اجل الاطماع فإن الطلقة الاولي في اي نزاع مسلح سهلة ولكن لن يعرف احد الي اي مدي ستذهب الطلقة الاخيرة ..وأن هناك من سيسعي -حتما-الي تفقيم الصراعات من رسل ابليس.. تجار الدماء…
فهذا دورهم في كل نزاعات شهدتها المنطقة …ثم ان الاستنزاف والاقتتال لن يكون في صالح احد ولا في صالح الشعب الليبي.. بل لصالح المزيد من الفتن التي يسعي لها المتربصون
…من هنا لابد في هذه الساعات الحرجة ان يتحرك الامر نحو تغيير قواعد الصراع والتفكير خارج الصندوق كي تنتقل الازمة من حالة التصعيد المؤدي للانفجار الي الحل بعيدا عن الفكر الصفري ..العقيم والسهل دائما …
ونسأل الله العلي القدير ان يساعدنا جميعا وان يبعد عنا كل شر وان يحفظ ابناءنا وكل ابناء شعوب المنطقة كلها وهو القادر علي ذلك والموفق له ….وهو الكريم الستير المستعان …
د. فخرى عليبة
