بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
الرئيسية

البطل الحقيقي لفيلم الممر والذي جسد شخصيته الفنان أحمد عز في دور المقدم نور

بقلم دكتور / إبراهيم فرج

 

لقد سعدت أياما سعادة من تواصلي المباشر مع اللواء محيى نوح البطل الحقيقي لفيلم الممر حيق قام المخرج شريف عرفة والكاتب/ أمير طعيمه بمقابلة البطل اللواء محيى نوح عدة جلسات والوقوف على ابرز مواقفه منذ تخرجه من الكلية الحربية عام 1963 وحتى تركه للخدمة وفي هذا المقال سوف ألقي الضوء على لمحات من حياة البطل اللواء محيى نوح
هو اللواء محيى الدين خليل مهدي نوح
ولد في 6 أغسطس 1943م بمحافظة الدقهلية
والتحق بالكلية عام 1961 وتخرج منها في 4/4/1963 وكان لتفوقه الرياضي وقوامه الممشوق دوراً في إلحاقه علي إحدى كتائب سلاح الصاعقة الذي كان هناك اهتماماً كبيراً به في ذلك الوقت
و حصل علي المركز الأول في دورة معلمي الصاعقة عام1963 (الدورة رقم 53) وعمل مدرس بمدرسة الصاعقة
وكان من ضمن تشكيلات الجيش المصري باليمن لدعم ثورته (حرب اليمن وذلك من عام 1964 وحتى عام 1966) ورقي إلي درجة نقيب حين ذلك)
عاد من اليمن ليكون ضمن تشكيل من قوات الصاعقة المصرية مكلفة بحماية منطقة شرم الشيخ بجنوب سيناء.
ولما نشبت حرب يونيه 1967وكان اتجاه هجوم العدو من القطاع الشمالي والأوسط من سيناء فقد تم سحب وحدته من الجنوب إلي الإسماعيلية أولاً ثم كلف بقيادة سريته ضمن كتيبة صاعقة للتحرك شرق القناة إلي القنطرة ثم التمركز في منطقة جلبانة قبل رمانة لإيقاف تقدم لواء مدرع إسرائيلي في اتجاهه نحو القناة يوم السادس من يونيو.. وبالفعل تم توزيع قوات الصاعقة وعمل الحفر البرميلية وتم دعمهم بعشرة دبابات مصرية تابعة لأحد الألوية المدرعة المصرية كان من ضمن أطقمها الملازم أول طارق واصل نجل الفريق عبد المنعم واصل الذي قاد الجيش الثالث في حرب أكتوبر. تمكنت هذه القوة المصرية من إيقاف لواء مدرع إسرائيلي كامل بعد أن كبدته خسائر كبيرة.. فتوقف العدو ولم يجرؤ علي التقدم تلك الليلة.. وفي صباح اليوم التالي 7 يونيه هاجم العدو الموقع بطائراته الحربية في ظل غياب غطاء جوي مصري فتمكن من تدمير الدبابات العشرة بأكملها بالإضافة إلي التشوينات الإدارية.. واستطلعت بعد ذلك طائرات هليوكوبتر للعدو الموقع المصري وتأكدت من الدمار الذي حل به وأبلغت اللواء المدرع الذي قام باقتحام الموقع.
وأعطي النقيب محيي نوح أوامره لسريته بالاحتماء بالحفر البرميلية وعد الاشتباك مع العدو إلا بعد أن يدخل في مرمي نيران الأسلحة الآلية والآربيجيهات.. وما لبث أن احتدم القتال وأوقع الجانب المصري خسائر في أفراد العدو مما دفعهم للاحتماء داخل الدبابات.. وللأسف لم تجد طلقات الآربيجيه مع الدبابات الإسرائيلية الحديثة أمريكية الصنع من نوع الباتون 48 كثيفة الدروع.. فبدأ القتال المتلاحم بين رجال الصاعقة وقلاع الفولاذ فبدأ رجال الصاعقة في استخدام القنابل اللاصقة في باطن الدبابات أثناء مرور الدبابات فوق حفرهم البرميلية في محاولة القضاء علي الأبطال المصريون ولكن هذه القنابل أيضاً لم تحقق الهدف منها في تدمير الدبابات وكان أقصي ما حققته هو إيقاف الدبابة ومنعها من الحركة.. فأضطر رجال الصاعقة للانسحاب وسط قذائف دبابات العدو ومطاردة طائراته الهليوكوبتر.. وأخيراً استقر المطاف بباقي قوة الصاعقة المنهكة إلي الكاب جنوب بور سعيد بواسطة أحد قوارب إرشاد هيئة قناة السويس.
عاد النقيب محيي نوح إلي الغرب مرة أخرى وكلف بقيادة سرية تقوم بتأمين مناطق رأس العش والتينة والكاب.. وفي يوم 8 يوليو شاهد 4 عربات مجنزرة إسرائيلية ودبابتين أمام منطقة رأس العش في محاولة لإقامة موقع بهذه المنطقة فجهز المقاتل محيي نوح الرجال اللازمين للمهمة ومنهم الضابط محمود حنفي وطاقم قاذفي آربي جيه وتم الاتفاق علي أن تكون إشارة بدأ الهجوم علي العدو أول قذيفة يطلقها قائدهم محيي نوح.. وبالفعل ما هي إلا لحظات قليلة ومن موقعهم علي الضفة الغربية بالقناة انهالت قذائف الأربي جيه المصرية علي دبابات ومجنزرات العدو فدمرت عرباته المجنزرة الأربع وإحدى الدبابتين في حين فرت الدبابة الأخرى جنوباً فخرج البطل محيي نوح من مخبأه وأخذ يطارد الدبابة في منظر طريف دبابة إسرائيلية فارة علي الضفة الشرقية، وجندي صاعقة فارع الطول يطاردها ويجري خلفها علي الضفة الغربية.. ولم تمضي أكثر من نصف الساعة حتى جاءت طائرات العدو تقصف الموقع الذي دمر مجنزراتها قصفا شديداً في عملية انتقامية لم تقتصر علي قصف المواقع العسكرية بل امتدت نحو المواقع المدنية فضربوا طرق المواصلات والطرق الحديدية، وشبكات المياه، وفندق بور سعيد وأزهقوا أرواح أعداد كبيرة من المدنيين، وأستشهد عدد من جنود حرس الحدود في المنطقة الذين كانوا يشجعون أبطال الصاعقة أثناء اشتباكهم مع قوات العدو فكانوا يصفقون لكل دبابة أو مجنزرة تدمر.. وأثناء القصف احتمي محيي نوح ورجاله بالملاحات الخلفية فلم يصب منهم أحد سوي محيي نوح الذي أصيب ببعض شظايا القصف.. ولما كانت الاتصالات مقطوعة مع القيادة حضر إليهم النقيب نزيه لمعرفة ما حدث وحل محل النقيب محيي نوح الذي أخلي إلي مستشفي بور سعيد.
في عام 1968 التحق باحد كتائب الصاعقة للعمل محلقا علي إدارة المخابرات الحربية والأستطلاع ثم رشح وقتها للانضمام إلي مجموعة 39 قتال
في أوائل عام 1968 كانت كتيبة الصاعقة التي تضم المقاتل محيي نوح تحت تصرف القيادة لانتقاء عناصر من بينهم لتكون قوام مجموعة العمليات الخاصة التي يقودها العقيد إبراهيم الرفاعي الذي كان قد سبق له قيادة مجموعات قليلة العدد عبر بها القناة للقيام بأعمال تدمير واستطلاع للعدو.. وكلف الرفاعي النقيب محيي نوح الذي سبق تعارفهما وهما ضمن صفوف وحدات الصاعقة باختيار أفضل العناصر من كتيبته من ضباط، وصف ضباط، وجنود لضمهم إلي المجموعة التي كان قوامها الرفاعي قائداً للمجموعة، والعقيد عالي نصر طبيباً، والرائد أحمد رجائي عطية، وفصيلة من الصاعقة البحرية، وفصيلة من إحدى فصائل الصاعقة بالإضافة إلي المجموعة التي اختارها النقيب محيي نوح من كتيبته حتى بلغ عدد أفراد المجموعة ما يقرب من 200 مقاتل كانوا يتنافسون فيما بينهم لكي يحظوا بالخروج في عمليات مع قائدهم الرفاعي.. ويذكر المقاتل محيي نوح أن الرفاعي علي الرغم من عدم ضخامة الحجم أو الطول الفارع إلا أنه كان يمتع بصفة الجرأة المتناهية التي تمكن من بثها في كل من كان يعمل معه.. وحملت المجموعة أسماء مختلفة منها مجموعة الكوماندوز المصريون، ومنظمة سيناء العربية، وعندما اكتمل عدد العمليات التي قاموا بها ضد العدو 39 عملية حملت اسم ” المجموعة 39 قتال”
أما العملية التي قام بها نوح وكانت محور فيلم الممر
ذكرها لنا اللواء محيي نوح وهي واحدة من أهم العمليات التي شارك فيها وهي عملية لسان التمساح الأولي في 19/4/1969 رداً علي استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في 9مارس 1969.. وبتكليف من القيادة العليا تم تكليف نوح ومجموعته بالقيام بعمل ثأري قوي يكلف العدو أكبر الخسائر واختاروا نفس الموقع الذي أطلق قذائفه علي الشهيد رياض وتم الاستطلاع الجيد للموقع من الضفة الغربية للقناة من فوق مبني الإرشاد.. فتم معرفة عدد أفراد الموقع وتسليح الموقع وتم تصميم ماكيت للموقع ثم تشييد موقع هيكلي بنفس التصميم بمنطقة تجمع المجموعة، وتم اختيار من ستوكل إليهم المهمة وتم توزيع الأدوار عليهم وتدرب كل فرد علي ما سيقوم به في التوقيتات المحددة وكان موقع لسان التمساح مكون من 4 دشم اثنان في الأمام واثنان في الخلف محصنة تحصيناً شديداً يحميها من أي قصف مدفعي من أثقل الأعيرة فكان تحصينها من فلنكات وقضبان السكك الحديدية وشكاير الرمل يوصل بينها ممر لحركة الجنود كي لا يخرج منهم أحد علي سطح الأرض أثناء الاشتباكات وبها مزاغل لدفعية ثقيلة الأعيرة لضرب مدينة الإسماعيلية.. وبعد التدريب الجيد علي تنفيذ العملية وبعد آخر ضوء من يوم 19/4/1969 قاد نوح رجاله في 6 قوارب كانت تحت قيادة عالي نصر لعبور بحيرة التمساح تحت قصف مدفعي بطول الجبهة كي لا يعلم العدو اتجاه الهجوم حتى وصلت المجموعة جنوب الموقع بحوالي 100 متر وكان العميد مصطفي كمال هو ضابط الاتصال علي الضفة الغربية فتم طلب رفع ضرب المدفعية عن الضفة الشرقية وتحركه مجموعات الاقتحام نحو أهدافها النقيب محيي نوح ورجاله الاثني عشر الدشمة رقم 1.. والرائد أحمد رجائي عطية الدشمة رقم 2.. والنقيب وئام سالم الدشمة رقم 3.. والنقيب محسن طه دشمة رقم 4.. وبدأت كل مجموعة في تنفيذ مهامها.. فبدأت مجموعة محيي نوح في إلقاء قنابل الدخان والقنابل الحارقة بالمزغل.. وبدأ العدو في الخروج فتم التعامل معه بجميع أنواع الأسلحة.. رشاشات، وقنابل يدوية، وسلاح أبيض.. وحدث ذلك بجميع الدشم.. فتم القضاء علي كل من بالموقع.. وتم حرق منطقة الشؤن الإدارية للموقع بما تضمه من مؤن.. وظل أبطال المجموعة يدمرون في الموقع لمدة ساعتين متواصلتين تم خلالها إنزال العلم الإسرائيلي من أعلي الموقع وحرقه، ورفع العلم المصري مكانه، والاستيلاء علي بعض الأسلحة الخفيفة من داخل الموقع.. حتى طلبت منهم القيادة العودة لتحرك احتياطات العدو من المدرعات بأعداد كبيرة نحوهم، وبدأ العدو في إعطاء تعليماته لقواته الجوية بالتدخل.. وأثناء انسحاب رجال المجموعة من الموقع اكتشف النقيب محيي نوح دشمة لم تكن ظاهرة من قبل فألقي داخلها قنبلة يدوية فاتضح إنها كانت مخزناً للذخيرة بدأت الذخيرة في الانفجار وتطايرت الشظايا التي أصابت البطل في ظهره ووجهه وجانب عنقه.. عاد الأبطال بسلام
وعن مشهد “السنترال” بفيلم “الممر” قال اللواء محيي نوح انا البطل الحقيقي
وروى لنا تفاصيلها كما حدثت في الواقع قائلا: “في سنة 67 بعد النكسة نزلت بلدي المنصورة في إجازة، وفي أحد الأيام حبيت أطمن على الكتيبة بتاعتي روحت سنترال وطلبت من الموظف يتصل بالرقم، قالي انتظر دورك وبالفعل قعدت قدام الكبينة مستني دوري زي باقي الناس”.
طالت مدة انتظار اللواء الذي كان في العشرينات من عمره حينذاك، فقرر أن يذهب إلى موظف السنترال مرة أخرى لاستعجاله وخطر في ذهنه أن يخبره بمهنته الحقيقية كضابط بالجيش، وحسب تعبيره، توقع أن الموظف سيتحرك سريعا حين يعلم أنه ضابط فإذا به يتطاول عليه ويسخر منه على خلفية حالة الغضب التي سادت الشعب حينها بعد الهزيمة.
جاء دوره ودخل الجندي الذي كان يحمل رتبة نقيب، حينذاك، إلى الكبينة ليجري اتصالأ بأفراد الكتيبة، وحين خروجه منها تفاجأ بتجمع عدد من الأشخاص يهتفون ضده فأراد أن يثأر لكرامته ولوظيفته من موظف السنترال ومن المتجمهرين حوله، وحسب وصفه “مكنش ينفع أسكت دي إهانة للدولة كلها، عملت مشكلة معاهم ووصلت الإسعاف وروحنا بعدها في تحقيق لقسم الشرطة ورفضت التصالح والتحقيق استمر فترة”.
وب عد عرض الفيلم في دور السينما، وتجسيد أحداث الواقعة في أحد مشاهده، بعد 46 عاما على نصر أكتوبر، اعتبر اللواء محيي أن العمل الفني جسد فترة مهمة في تاريخ مصر ورجال القوات المسلحة، والتي تغيرت تماما بعد انتصار أكتوبر التي برزت فيها شجاعة وبسالة الجندي المصري الذي كسر الصورة النمطية عن المحارب الإسرائيلي بأنه الجندي الذي لايقهر “هزمناهم بأسلحتنا وبشجاعتنا رغم امتلاكهم أسلحة متطورة”، حسب تعبيره

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى