الدول الأوروبية تقف أمام الولايات المتحدة من خلال تحالف اللقاحات

الدول الأوروبية تقف أمام الولايات المتحدة من خلال تحالف اللقاحات

كتب أحمد جوهر

بالفعل أمنت لنفسها الولايات المتحدة الأمريكية ملايين الجرعات من لقاح كورونا المحتمل من خلال اتفاقات مع شركات الأدوية الرائدة عملا بمبدأ “أميركا أولا”. الآن العديد من الدول الأوروبية تتضافر قواها حتى لا ينتهي بها الحال خالي الوفاض.

الدول الصناعية تكرس جهودها الآن وبشكل متزايد في البحث عن لقاح فعال ضد وباء Covid-19، في حين أن الولايات المتحدة تتصرف بمفردها وحصلت منذ فترة طويلة على وعود من بعض شركات تصنيع اللقاحات في عهد الرئيس دونالد ترامب لـتأمين أعداد كبيرة من اللقاح.
ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا تريد الآن توحيد جهودها في أقرب وقت ممكن لضمان حصول أوروبا أيضا على اللقاحات المستقبلية، ومن المخطط أن تتفاوض مع الشركات المصنعة في المستقبل من أجل توفير اللقاحات للاتحاد الأوروبي بأكمله وتوسيع القدرات الإنتاجية في أوروبا. يقول الخطاب المشترك لتحالف اللقاح حسب صحيفة بيلد أم سونتاج أنه هناك محاثات بالفعل تجري الآن مع العديد من شركات الأدوية من أجل تأمين كميات كافية للاتحاد الأوروبي والدول الأخرى.

حتى الآن كانت أوروبا حذرة بشأن هذه القضية، وكان من المأمول أن تجد أقوى الدول في العالم حلا مشتركا لتزويد البشرية بلقاح في أسرع وقت ممكن.
في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة من بين الدول الصناعية السبع الكبرى التي لم تساهم مالياً في الهدف المشترك المتمثل في جمع 7,5 مليار يورو لدعم مشاريع اللقاح ضد Covid-19. وبدلاً من ذلك، دخلت الولايات المتحدة بمفردها في اتفاقيات منفردة مع صناعة الأدوية.
في شركة الأدوية البريطانية Astra Zeneca وحدها، التي تعمل على لقاح واعد بشكل خاص مع باحثين من جامعة أكسفورد، استثمرت الولايات المتحدة حوالي مليار يورو في البحث وإنتاج اللقاح المستقبلي وتوزيعه من خلال وكالة أبحاثها Barda – وبهذه الطريقة استثمرت فيه لتأمين 300 مليون جرعة لقاح مضمونة لها، بينما ستستطيع حكومة المملكة المتحدة ضمان 100 مليون وحدة إضافية.

تقول الشركة: “لدينا قدرة إنتاجية كاملة لإنتاج ملياري جرعة لقاح وستبدأ عمليات التسليم الأولى في سبتمبر 2020″، ولا بد من حوار مع السلطات الأوروبية “لضمان الوصول الواسع والعادل للقاح داخل الاتحاد الأوروبي وعلى الصعيد العالمي”.

في شركة Sanofi الفرنسية والتي تعمل مع منافس GlaxoSmithKline أيضاً على إنتاج لقاح ضد Covid-19، استثمرت الولايات المتحدة 30 مليون دولار من خلال Barda والتي دفعت مؤخرا Paul Hudson رئيس شركة Sanofi إلى البيان – الذي تم جمعه لاحقًا – بأن الولايات المتحدة قد ضمنت تأمين الحق في أكبر كمية من اللقاح مسبقاً.
في أوروبا، تم متابعة أنشطة الوكالة الأمريكية بشكل مريب منذ فترة طويلة، وقد ورد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يضغط للعثور على إجابة أوروبية على نهج إدارة ترامب المعزول مع ألمانيا.
المخاوف في دول الاتحاد الأوروبي جعلت الحكومات الأوروبية تتحرك في برلين وباريس وروما ولاهاي، وقالوا أنهم سيكافحون من أجل عملية “عادلة وشفافة” حتى يحصل كل عضو من أعضاء الاتحاد الأوروبي المشاركين في التحالف على حصة عادلة من اللقاح اعتمادا على عدد السكان وأنهم بصدد توسيع التحالف في المستقبل، ويبدو أن المملكة المتحدة والنرويج وسنغافورة واليابان قيد المناقشة.