بقلم أحمد الوحش

سألقاك عند الباب الرئيسي؛ لأصطحبك في زيارة داخل المستشفى، في مقال لن تتخطى قراءته خمس دقائق -تمر كالأيام على الطبيب-.
إن أول ما تقع عليه عيناك لحظة دخولك هو الإستقبال، الذي يعمل ٢٤ ساعة على مدار اليوم، والذي يعج دائماً بالمرضى؛ أحياناً يتسائل الجميع غاضبين “أين الطبيب؟!”

انظر إلى اليمين! إنه الطبيب يحاول إنقاذ رجلاً ممداً على الأرض بلا وعيٍ أو نبضٍ؛ لقد تعرض لحادث أليم منذ لحظات، والطبيب يحاول إنقاذه ولا ييأس أبداً من رحمة الله، إن الطبيب يلجأ أحياناً للمقارنة بين المرضى بناءاً على خطورة حالاتهم الصحية… تعال معي؛ لنستقل المصعد ونلقي نظرة على غرفة العمليات.

اخلع حذاءك وارتدِ هذا الحذاء المعقم، فغرفة العمليات كل شئ فيها معقم، ولا يجوز لغير الطاقم الطبي دخولها، نلقي التحية على التمريض، ونسأل عن جاهزية غرفة العمليات، إن التمريض يقوم بعمل مهم ورائع، يستحقون عليه كل الشكر والتقدير…

لقد حان وقت التعقيم وارتداء بذلة العمليات، بمجرد دخولك غرفة العمليات سترى طبيب التخدير يُفقِد المريض الإحساس والوعي، ويبتسم لك قائلاً “صباح الخير يادكتور المريض نام”، والممرضة تجهز الأدوات الجراحية المعقمة، والطبيب المساعد في الإنتظار لنبدأ العمل، يقف الطاقم الطبي بقيادة الإستشاري لمراجعة الخطوات قبل العملية، قد تواجههم مفاجآت أخرى كثيرة لكنهم مستعدون دائماً.

إن عملية اليوم صعبة وخطيرة؛ فالمريض بحاجة لإستئصال الطحال، هناك ترتيبات كثيرة قبل العملية وبعدها من تحاليل وأشعة ومضادات حيوية وأمصال…إلخ إن هذه المسئولية التي يتحملها الطاقم الطبي هي الأكبر على الإطلاق؛ إنها حياة الإنسان، فما أعظمها رسالة!

لنلقي نظرةً على غرفة عمليات النساء والتوليد وكشك الولادة؛ حيث يتحمل الأطباء مسئولية روحين في آن واحد، إنهم يعيدون للجميع بهجة الحياة، لنصعد إلى قسم الأمراض الباطنية؛ فالأطباء يعالجون أمراضاً لا حصر لها هناك…
ها هو الجراح قد أنهى عملية استئصال الطحال الناجحة -التي استمرت لساعات- لكنه خرج سعيداً؛ لأنه تذكر قوله -تعالى-: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.

إن جرائم القتل لا تتخطى لحظات، بينما مهمة إنقاذ الروح هي الأصعب على الإطلاق، وما الأطباء إلا بشر لديهم حدود للقدرة البدنية والنفسية.
أتعلم أن عمليات القلب المفتوح قد تصل لست ساعات، وعمليات زراعة الكبد قد تصل إلى إثنتي عشرة ساعة متواصلة، قد يتعرض فيها الطبيب لإنتقال العدوى أثناء العملية، إنها أشبه بوظيفة إنتحارية.

دعنا نطلع على سجلات الأوبئة؛ إن نسبة إصابات الأطباء بكورونا تمثل ١٠٪ من العدد الكلي للإصابات؛ لقد خسر العالم الكثير من الأرواح الطاهرة، التي ضحت لإنقاذ الأخرين، ولنعد بالزمن إلى الأنفلونزا الأسبانية أو الكوليرا أو الملاريا أو الطاعون؛ لتدرك قيمة الطبيب، حينما تخلى الأهل عن أبنائهم المصابين، وابتعدوا عنهم خائفين، ترك الطبيب أهله وأحبائه غير آبهٍ للخطر، لأجل من؟ لأجلك أنت! ألا يستحق هؤلاء الأبطال كل الإحترام والتقدير؟

اقرأ أيضًا:

• كشف أبو الغيط الدور السوداني في مواجهة إسرائيل ومعركة العبور
• التجمع يناقش مقترح مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد ببني سويف 
• الصحة: تفعيل خدمة الإقلاع عن التدخين في 14 عيادة بمستشفيات أمانة الصحة النفسية
• وزير الرياضة يهنىء منتخب مصر بالفوز بكأس إفريقيا للبومزا برواندا
• خليل: 30 يونيو ثورة أفرزت قائد عظيم.. وأنقذت المنطقة من طيور الظلام

ونقدم لكم من خلال موقع (الراي العام المصري)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.