بنك مصر
بنك مصر
البنك الاهلى المصرى
2b7dd046-8b2b-408c-8c9e-48604659ffe0
البنك الاهلى المصرى
البنك الاهلى المصرى
منوعات

ياربُ بلغـنـــا الصـيــامَ

بقلم مصطفى سبتة

عانَـى الهلالُ إذا رآنــا نـعـتَــزِلْ
لـيـعـيـــدَ أيـــامَ الـهـنــاءِ المـكـتـمِــلْ
يخشى ظهوراً ، فالجِواءُ تعكرتْ
بـوباءِ فـيـروسِ الكـورونـةِ يـنـتَـقِــل
ورأى بِطَـلَّتـهِ النفوسَ وقد حـوت
خـوفَ اللقــاءِ،ومثـلَ هـذا قـدْ يُـطِـل
فأكتمـلَ مـن أجـلِ الأنـامِ مُـنَـفِّـثـاً
عـنهـم بصـومِ البيـضِ قـربـاً متصِـل
لـيـعـودَ بالشهـرِ الكريـمِ مُـحـمَّـلاً
بالـخـيـرِ وســمٍ قـد يـلـيـقُ بمُـبـتَـهِـل
ومـؤهِـلاً لـلـنـفـسِ قـبـلـه واعِــداً
كلَ الـخـلائـقِ بـانْـكِـشـافٍ لا يـضِـل
بـصيــامِ أيــامٍ ثـلاثــةِ يـنتـصــف
شهــرٌ كـأنــه صــومُ دَهْــرٍ لا يَـقِــل
فصيــامُ هذي قـد تـكـونُ بـشـارةً
مـن فـيضِـهـا نجـدُ الصـلاحَ ونعتـدِل
فهـو المـؤرخُ في الزمـانِ منـازلاً
مدلـولُ شـهـرٍ يـأتـي فـينـا ويسـتهِـل
نـدعــو الإلــهَ إذا أهــلَ هِــلالُـــه
ليُـجَـنِّــبَ الأحـيـاءَ شــراً مُـشْـتَـعِــل
ومُكَلَّفٌ مـن عنـدِ خالـقِ إن قضَى
أمـراً . فـأمــرُه نـافــذٌ لا يَـحـتَـمِــل
و فضـائــلٌ تُؤتـي الأنـامُ إذا أتَـى
مِـنْ مـوْلِــدٍ حـتـى اكتمـالٍ مُـتَـصِــل
و مُفـاضِـلٌ بيـن الشهـورِ بحكمــةٍ
كشهـورِ حُـرُمٍ قــدْ تُـعـاودنـا تَـظِــل
فيهـا القتــالُ محـرمٌ بـيـن الأمـــم
والدفــعُ مـكـفــولٌ بـعَــدْوٍ يـسـتـطِــل
يأتي خميسـُه تحـتَ ظـلِ سـنـانِـه
ويريــدُ فـتـكــاً بـالأصـولِ ولا يـمِــل
فـيُطِيـلُ شهـراً كـيّ يُـزادَ زمـانُـه
وهــو الـنـسـيءُ مـحــرمٌ إذ يـتَـصِــل
خيـرُ الزمـانِ بشهـرِ رمضانٍ فلا
يـأتـي مـثـيلٌ أو مـشـابــهُ مُـكـتَـمِـل
فيه الأمــانُ وفيـه تُمْـحَـى ذنـوبُنـا
بل فيه يُـرفَـعُ كـلُ فِـعــلٍ قـدْ قُـبِـل
هيـا اجمعـوا فيه الحسـانَ ورددوا
الـلـهُ أكـبــرُ لا ذنــوبَ ؛ ولا نَـضِــل
فقــراءةُ الـقـرآنِ تُـؤتِـي مـحاســناً
بـالـحـرفِ عَـشْــرٍ دونِـهــا لا نأتـمِـل
أما التـقــربُ بالـنــوافــلِ يـعـتـلـي
درجَ الفـرائـضِ والثـوابِ المحتصِـل
فالأجـرُ فيـه مضاعَـفٌ من فضلـه
ومُـنَــزِّلُ الـرحمـاتِ ليـسَ بمـخـتَـزِل
يُعطي الرحيمُ بلا حسابٍ في الدُنـا
مـا بــالُ إن كـان الـقـيــامُ فـلا تَـخِـل
حَسِـنُ النوايـــا والظـنــونُ بـربـهِ
يَـلْقَـى قَبـُـولاً مـن عـظـيــمٍ فـامـتَـثِـل
فالصـومُ صـومٌ للجــوارحِ إن بــدا
صـومَ الفروجِ وجـوعَ بطـنٍ مُرتَحِل
و قيــامُ ليــلٍ يـسـتـمــدُ خـشــوعَـه
بـيـن الأحبـةِ فـي المسـاجـدِ نـأتَـمِــل
و الدورُ يُسعِـدُهـا القيـامُ إذا غـشَى
نـورُ الصـلاحِ بـذي الفـؤادِ المتَصِـل
و لقــد عَلِمْـنـاهـا منـاسِـكَ لـلـورى
فـي كـلِ عـامٍ إن أتَـى فـيـنـا المُـطِـل
يَعْلُـو الشُهــورَ بفـضـلـهِ وكـيـانــهِ
فـيــهِ الأمــانُ يـعــمُ ، هـيـا فـاكتَـحِـل
ياربُ بلغـنـــا الصـيــامَ و شـهــرَه
رمضـانَ خيـرٍ فـي الـزمـانِ لنبتـهِــل
و ارفع بفضلِـكَ يـا إلـهـي كُـربـــةً
بـاتــتْ وبـالاً حـيــن قــلَّ المُحتَـمِـــل
فالصـومُ يشفَــعُ إن أتـاكَ كسـابــقٍ
فـامـنحـنـــا خَـيْــرَهُ يا إلهـي لا تَـقِــل
فيـه الجِنــانُ مُـفَــتَـحـاً أبــوابُـهـــا
والـنــارُ تُغـلَـقُ فيـه شـهــرٌ مستـقِــل
أمـا الشيـاطيــنُ الكـبــارُ تـغـلَّـلــوا
حتـى تُبَـاعِـدَنــا الـوسـاوسُ إذ نَضِـل
و انظـر إلينــا ربَنــا مـن فـوْقِـنـــا.
وبـرحـمَـــةٍ مـنـكَ النسـائــمُ تستَـهِــل
و اغشانـا من فيْضِ النعيمِ وكن لنا
فـي شهـرِ محمـودٍ لـديـْكَ كمـا يـحِـل
فيـه الوصـالُ و نـيْــلُ وُدٍ يُـجـتـبَـى
بـيــن الأحِـبــةِ والأقــاربِ لا يَـــزِل
فيَعُـدُّ نفســاً مـن خــلالِ شـعـــائــرٍ
تَـرقـى وتـسـمـو فـوقَ نـزغٍ مستغِـل
يا ربُ بلِّغْـنــا بجــاهِـــكَ نـعـمَــــةً
وامنحنــا شهـراً مـن خـلالِكَ مُكْتَـمِـل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى