
نواصل الإبحار في سورة الشمس فمازالنا نتوقف أمام إعجاز الله الذي أبهر واعجز العلماء والفلسفة والمتكلمة والمتفيقهه
وعقب القسم قسم اخر فيقول الله تعالي والليل إذا يغشاها اي يغشى الشمس ويعرض دون ضوئها فيحجبه عن الأبصار. وذلك في ليالي الظلمة الحالكة المشار إليها بقوله في الآية المتقدمة: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، على القول الأخير.
ولقلة أوقات الظلمة عبَّر في جانبها بالمضارع . أما النهار فإنه يجلي الشمس دائماً من أوله إلى آخره؛ وذلك شأن له في ذاته، ولا ينفك عنه إلا لعارض كالغيم أو الكسوف قليل العروض.. ولهذا عبَّر في جانبه بالماضي المفيد لوقوع المعنى من فاعله، بدون إفادة أنه مما ينفك عنهُ.ثم يقسم الله تعالي بالسماء فيقول
{وَالسَّمَاء وَمَا بناها} أي: ومن رفعها، وصيّرها بما فيها من الكواكب، كالسقف أو القبة المحكمة المحيطة بنا. فـ {مَا} موصولة بمعنى من أوثرت لإرادة الوصفية، أي: والقادر الذي أبدع خلقها.
قالوا: وذكر {وَمَا بناها} مع أن في ذكر {السَّمَاء} غنية عنهُ، للدلالة على إيجادها وموجدها صراحة.ثم ينتقل الي قسم من الله آخر بالأرض فيقول
{وَالْأَرْضِ وَمَا طحاها} أي: بسطها من كل جانب، لافتراشها وازدراعها والضرب في أكنافها.
وليس في ذلك دليل على أن الأرض غير كروية، كما يزعم بعض وتوقف عند هذ الحد لنواصل اللقاء والاستغراق في سورة الشمس في لقاء آخر أن شاء الله.