روسيا ترفض «هدنة لإعادة التسلح» وزيلينسكي يطالب بعقوبات أشد على موسكو

روسيا ترفض «هدنة لإعادة التسلح» وزيلينسكي يطالب بعقوبات أشد على موسكو

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو لن تسمح لأوكرانيا بإعادة التسلح تحت غطاء اتفاقيات وقف إطلاق النار.

وشدد على أن بلاده لن تقبل بتكرار تجربة “اتفاقيات مينسك” الفاشلة. جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عُقد الجمعة، بحسب ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية.

روسيا ترفض “هدنة لإعادة التسلح”

وقال نيبينزيا: “لا يمكنكم التعويل على ذلك. لن يكون هناك تكرار لاتفاقيات مينسك”، في إشارة إلى الاتفاقيات التي وُقعت في العاصمة البيلاروسية بهدف إنهاء النزاع المسلح في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، والتي انهارت بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.

وأشار المندوب الروسي إلى أن تسوية النزاع تتطلب “القضاء على الأسباب الجذرية” للصراع الأوكراني، معتبرًا أن ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة “مرة واحدة وإلى الأبد”.

وفي هذا السياق، من المقرر أن تُعقد جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا يوم الاثنين المقبل في مدينة إسطنبول التركية، حيث تخطط موسكو لتقديم مذكرة تفاهم بشأن معاهدة سلام مستقبلية.

ووفقًا لتصريحات نيبينزيا، ستتضمن الوثيقة جميع العناصر الضرورية لمعالجة أسباب النزاع من وجهة نظر الكرملين.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

وفي المقابل، عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكوكه حيال النوايا الروسية، مشيرًا إلى أن موسكو تستهين بالجهود الدبلوماسية وتستغلها للتحضير لهجمات عسكرية جديدة.

وجاءت تصريحات زيلينسكي في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) مساء الجمعة، عقب لقائه بعضوي مجلس الشيوخ الأميركي، الجمهوري ليندسي غراهام والديمقراطي ريتشارد بلومنتال، في العاصمة كييف.

وقال زيلينسكي: “أنا ممتن لهذه المبادرة – مشروع قانون العقوبات الذي قدمه الحزبان الجمهوري والديمقراطي، ويحظى بدعم 82 عضواً من مجلس الشيوخ الأميركي. ناقشنا هذا المشروع وأدوات أخرى يمكن استخدامها لإجبار روسيا على السلام، وسنواصل العمل بهذا الصدد معا”.

واتهم زيلينسكي موسكو بمواصلة الهجمات على المدن والقرى الأوكرانية، ورفض جميع المقترحات المتعلقة بوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن “المزيد من الضغط بات ضروريًا الآن”، في إشارة إلى ضرورة تشديد العقوبات ضد روسيا.

وخلال اللقاء، أعرب زيلينسكي عن شكره للسيناتور غراهام وبلومنتال على دعمهما الثابت لأوكرانيا، مؤكدًا أن “المشاركة الحقيقية للولايات المتحدة في كل مرحلة من مراحل المفاوضات هي ما يمكن أن يضمن سلاماً موثوقاً”، على حد قوله.

السيناتورين الأميركيين برئيس الوزراء الأوكراني

وتطرقت المحادثات التي جمعت السيناتورين الأميركيين برئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أيضًا إلى ملف العلاقات الاقتصادية، حيث ناقش الطرفان سبل توسيع التعاون التجاري بين أوكرانيا والولايات المتحدة، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على الاقتصاد الأوكراني.

وتعكس التصريحات المتبادلة بين موسكو وكييف استمرار التباين الكبير في مواقف الطرفين من مسار التفاوض، حيث تصر روسيا على معالجة ما تعتبره “أسبابًا جذرية للنزاع”، في حين تطالب أوكرانيا بزيادة الضغط الدولي على موسكو، وتبدي شكوكاً في جدية نواياها تجاه السلام.