
الجناة لازالوا هاربين والشرطة توقفت عن ملاحقتهم :
من قتل سيدة شبرا الخيمة ..؟!
جريمة بشعة ضحيتها عجوز قتلها رجل وزوجته لسرقة مجوهراتها وفروا هاربين !
الشبهات تدور حول سيدة سيئة السمعة وزوجها قتلا المجني عليها بدافع السرقة
الجناه سرقوا مصوغات قيمتها 150 ألف جنيه ومبالغ مالية تفوق الربع مليون جنيه ..
أهل المجني عليها يطالبون بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة
جريمة قتل بشعة ، ارتكبها مجهولين في حق سيدة عجوز ، بعد أن سرقوا مصوغات تقدر قيمتها بنحو 150 ألف جنيه ، ومبالغ مالية تفوق ربع مليون جنيه ، وفروا هاربين ، تاركين خلفهم لغز غامض عجزت – حتى الآن – مباحث القليوبية عن فك رموزه
وفي الوقت الذي تتضرع فيه السيدة لربها لينتقم لها ، تنكوي قلوب أبناءها وذويها بنيران المطالبة بالقصاص ، في حين ينعم المجرمون بالحرية وغنيمتهم ، غير عابئين بالعقاب ، طالما تتراخى قبضة العدالة في القبض عليهم ،
ترجع وقائع الجريمة إلى يوم لن ينساه سكان حي الشرقاوية بشبرا الخيمة ، عندما استيقطوا على صوت ضجيج في الشارع ، وأصوات همهمات مخلوطة بصرخات مكتومة ، بينما تغلق سيارات الشرطة والاسعاف ، شارع بدوي رفاعي ، ليعلم الجميع وقتها أن الحاجة أم حمادة ذات القلب الطيب قد ماتت ..
لا لم تمت ، بل قتلها مجهولون ، وحتما كان الدافع وراء القتل هو السرقة ولا شيء آخر ، فمن ذا الذي يتجرأ ويقتل تلك السيدة لأي سبب آخر ، غير الطمع فيها وفيما تحتفظ به من أمانات في بيتها، أئتمنها عليها كل أهلها وجيرانها ومحبيها .
سرعان ما تسربت تفاصيل الجريمة من شقة المجني عليها لتنتشر بين الجميع ، جملة واحدة كانت هي مفتاح كل الكلام .. ” استغلوا انها تعيش بمفردها وقتلوها ليسرقوها ” ، وخلف تلك الجملة كانت التفاصيل تتكاثر ، في محاولة لوأد فضول العقول التي ترفض أن تستوعب أن تكون تلك هي نهاية الحاجة .
أما التفاصيل فترويها سطور المحضر رقم ” 5526 ” لسنة 2020 جنح شبرا الخيمة أول ، وتبدأ ببلاغ تلقاه رئيس مباحث القسم من أبن المجني عليها محمد عبد الفتاح – تاجر مواد غذائية – بالعثور على جثة والدته نفيسة محمود مصطفى سعد ، مقتولة داخل مسكنها ، واستطرد الأبن المكلوم في تفاصيل بلاغه ، مؤكداً أن والدته تقيم بشقتها بمفردها عقب وفاة زوجها وزواج أبناءها الأربعة ، وترفض الإقامة مع أي منهم حتى لا تثقل علىهم ، وتبقى على حريتها في طاعة ربها ، مهمومة بهموم الناس سعيدة بمحبتهم لها وألتفافهم حولها ، وقد وهبت حياتها لمساعدة الجميع ، بفضل موهبتها وهوايتها في تنظيم الجمعيات ، لفك كربة مكروب أو لمساعدة من يرغب في الادخار لقضاء حاجة مستقبلا .
على الفور أخطرالمقدم أحمد عصر رئيس المباحث قياداته في مديرية أمن القليوبية بالواقعة لينتقل كل من اللواء حاتم الحداد مدير المباحث الجنائية والعقيد أحمد الخولي رئيس فرع البحث الجنائي إلى محل الواقعة للتأكد من صحة البلاغ
وفي الطريق إلى منزل المجني عليها استكمل إبنها تفاصيل بلاغه مؤكدا أنه اعتاد الاتصال بوالدته صباح كل يوم للاطمئنان عليها واذا سمحت ظروف عمله يصعد لشقتها لتناول إفطاره معها نظرا لأن محل عمله لا يبعد سوى خطوات عن منزل والدته ، وفي هذا الصباح الحزين اتصل على والدته عدة مرات ولم تجب على غير عادتها ، شئ ما حرك مشاعر الخوف والقلق داخله ، صعد مهرولا إلى شقتها ، طرق الباب بعنف من أول مرة ، ولم تفتح ، جرب مفتاحه لكن كان يوقن أنه لن يفتح لأنها أعتادت أن تضع المفتاح في الباب من الداخل ولا تخرجه إلا اذا تركت البيت ..
كان هاجس غريب يقول له أنه حدث لها مكروه ، ربما لأنه ليس من عادته النوم لساعة متأخرة فهي معتادة على الاستيقاظ مبكرا لأداء صلاة الفجر وبعدها تجلس في غرفتها أو شرفتها تقرأ القرآن الكريم ثم تبدأ يومها ، وليس من عادتها أيضا أن تخرج إلا فيما ندر لشراء بعض مستلزمات بيتها لكن لا يحدث ذلك إلا قليلا فهي تقيم بمفردها زاهدة في الدنيا ، تصوم أغلب أيام الأسبوع وبالتالي احتياجاتها قليلة
ربما أغشي عليها أو ماتت .. هكذا حدث الإبن نفسه ، لم يفكر طويلاً ، بحث عن طريقة يدخل بها للشقة ، لم يكن أمامه سوى أن يقفز من شرفة الجيران لشرفة شقة والدته ، ويكسر الباب ، ليدخل مفزوعاً
في هذا التوقيت وصل الإبن بصحبة رجال المباحث الجنائية إلى شقة والدته ، الذي تحولت إلى مسرح جريمة حيث إنصرف كل منهم لأداء مهمة أعتاد عليها ، هذا يقوم بفحص مداخل ومخارج الشقة ، وثاني يتفحص الغرف الداخلية ، وآخرون انصرفوا لجمع المعلومات والتحريات عن شخصية المجني عليها وعلاقاتها ، فيما بدأ ضباط المباحث في مناظرة الجثة التي كانت مسجاه على ظهرها في طرقة الشقة ، وقد جردها الجناه من كل مصوغاتها ، التي أكد أبناءها أن والدتهم كانت تتحلى بها ، أما الجثة كان واضح عليها آثار خنق دون مقاومة ، ورجح فريق البحث أن تكون الوفاة نتيجة إسفكسيا الخنق ،
أظهرت المعاينة الأولية للشقة وجود بعثرة لمحتويات غرفة نومها ، مما يؤكد أن الجريمة وقعت بدافع السرقة ، خاصة وأن المجني عليها معروف عنها أنها كانت تحتفظ بأموال كثيرة في بيتها ، لأنها اعتادت تنظيم جمعيات للأهل والأصدقاء بمبالغ كبيرة.
كما أظهرت معاينة مداخل ومخارج الشقة ، عدم وجود كسر في الأبواب أو النوافذ ، ما يدل أن المجني عليها فتحت الباب للجناه بحسن نية ، أو أنها كانت تعرفهم ، كما وجدوا مفتاح الشقة في الباب من الداخل .
كان مشاعر الحزن الشديدة تبدو على ملامح كل من يستجوبهم رجال الشرطة ، جميعهم يتساءلون من ذا الذي يجرؤ على أن يؤذي تلك السيدة – و لو بكلمة – فما بالنا بمن يقتلها بدماء باردة في ساعة مبكرة من النهار ..؟
تم اخطار النيابة بالواقعة واستدعاء المعمل الجنائي ، أجرت النيابة معاينتها ، وقررت التصريح بدفن الجثة عقب عرضها على الطب الشرعي لبيان سبب وتوقيت الوفاه
التحريات المبدئية للمباحث ، وتفريغ كاميرات المراقبة ، أظهرت توك توك يقف في وقت معاصر للجريمة أمام باب العمارة ، ونزلت منه سيدة ممتلئة القوام في العقد الرايع من عمرها ، صعدت مباشرة لشقة المجني عليها ، بينما انتظرها التوك توك أمام الباب ، 20 دقيقة خرج من التوك توك رجل أسمر البشرة ، في العقد الخامس من عمره ، دخل مباشرة الى البيت وهو يتلفت حوله ، بعده بفترة نزل الاثنان وهما يحملان حقيبة المجني عليها ويبدو أنهم وضعوا فيها حصيلة سرقتهم ، وركبا التوك توك الذي انطلق بهما
أظهرت التحريات أن الشبهات تدورحول إمرأة سيئة السمعة إبنة قريبة للمجني عليها ،وفي نفس الوقت جارتها وتربطهما علاقة صداقة ومصالح مشتركة بتنظيم الجمعيات ، وكانت تلك المرأة تسكن مع والدتها في نفس الشارع الذي تقيم به المجني عليها ، قبل أن تتزوج وتقطع والدتها علاقتها بها لعدم رضاها عن سلوكها ، وقد استغلت هذه المرأة إقامة المجني عليها بمفردها ، وتفتق ذهنها عن خطة شيطانيه بمساعدة زوجها العاطل ، فقررت أن تذهب لزيارة المجني عليها بدعوى رغبتها في عمل جمعية معها ، وفي ذهنها أن تقوم بمعاينة الشقة ، وتتأكد من أن الحاجة تقيم بمفردها ، ولا توجد معها إحدى بناتها كما كان يحدث بين الحين والآخر ، وبالفعل تأكدت ، وعقدت النية أن تحضر مرة أخرى لزيارتها ، ولكن في هذه المرة لن تكون زيارة ودية ، بل سترتدي هي وزوجها ثياب الشياطين وينفذا جريمتهما طمعاً في المال ومصوغات السيدة المسكينة .
بالعرض على النيابة أمرت ضبط واحضار المتهمين لمواجتهما بما أسفرت عنه تحريات المباحث ، إلا أن رجال مباحث القليوبية لازالوا عاجزين عن ضبطهما ، بالرغم من علمهم أن المتهمين هربا إلى الأسكندرية ، وينتقلان من سكن لآخر لكن يبدو أنهما أزكى من أن توقع بهم الطريقة التقليدية التي تتبعها المباحث في تتبعهما
لازالت النيران تتأجج في قلوب الأبناء ليس حزنا على فراق أمهم الغالية وحسب فلو كان موتها طبيعيا لصبروا واحتسبوا لكن موتها بتلك الطريقة البشعة وهي بلا حول ولا قوة يجعل النيران تشتعل في كل يوم ينعم فيه الجناه بالحرية ولازالت دماء المجني عليها تستصرخ العدالة للقصاص ممن سفكوها
يخشى الأبناء أن يفلت الجناه من العقاب ، خاصة وقد فترت عزيمة رجال المباحث في البحث عنهم ، وكأنهم يأسوا من استكمال التحقيق ، والعثور على الجناه ، وتركوا القضية لتأخذ مجراها في النيابة ، غير عابئين بأبناء المجني عليها وأهلها الذين يعتصرهم الحزن ، ويموتون كل ليلة حسرة لعدم قدرتهم على القصاص لوالدتهم ، كما لم يهتم رجال المباحث بحالة الرعب والفزع التي تسيطر على كل النساء في حي شبرا الخيمة ، المكتظ بالسكان ، من أن يلقوا نفس مصير الحاجة طالما الجناة لازالوا طلقاء .
أقصى ما يتمناه الأبناء ، أن يكثف رجال مباحث وزارة الداخلية من جهودهم للعثور على الجناه ، وتقديمهم للعدالة لتقتص منهم وهي أمنية مشروعة ، في ظل دولة يحكمها القانون ، ويكسوها العدل