
أين قلمي؟ من يد المدخن إلى يد المبدع رحلة قلمي المفقود
بقلم / جنى عادل

الحياة مدرسة، والتجارب هي معلمها الأعظم. لكن بعض الدروس ندفع ثمنها غالياً قبل أن ندرك حقيقتها. التدخين واحد من تلك العادات التي تبدأ كتجربة، ثم تتحول إلى قيود، وحين نكتشف الخطر، قد يكون الأوان قد فات. في هذه الحكاية، ينقل لنا القلم – ذلك الشاهد الصامت على تفاصيل الحياة – قصة الجد ممدوح وحفيده حسن، بين تجربة الماضي وأمل المستقبل، وبين ندم الكبار وقرارات الشباب.
من يد المدخن إلى يد المبدع: رحلة قلمي المفقود”

يظهر الجد ممدوح مع حسن في غرفة معيشة دافئة ومريحة، حيث الجلوس امام الطاولة، وتدخين السجائر، وماساة القلم
(القلم، يشعربشدة ويتذمر) قائلاً :
القلم: “إيه الريحة دي؟ هموت! مش عارف أتنفس! وإيه الأقلام البيضا الطويلة دي؟!”
(يتلفت حوله بفزع، ثم يتراجع وهو يقول بذهول): “دي مش أقلام… دي… دي…”
الجد ممدوح: (بهدوء ممزوج بحزن) “إزيك يا حسن؟ جتلك مخصوص علشان نتكلم.”
حسن: (متفاجئًا) “إزيك يا جدو؟ خير، في إيه؟”
الجد ممدوح: “تعالى بس نقعد، وهعملك حاجة تشربها.”
حسن: “ولا تتعب نفسك، قولي بس عايزني في إيه؟”
(القلم يقاطع بفزع): “طب خرجوني من هنا طيب! هموت!”
(الجد ينظر إلى حسن نظرة مليئة بالأسى)
الجد: “انت لسه بتدخن يا حسن؟”
(يتنهد حسن ويُخرج علبة السجائر من جيبه ويضعها على الطاولة)
حسن: “أيوه يا جدو…”
القلم: (باندهاش) “هوااا! أخيرًا الله يكرمك يا حجوج! حبري كان هيطق!”
(يبتسم الجد بحزن وهو يروي قصته)
الجد: “عارف يا حسن، أنا كنت زيك كده.. كنت بشرب سجاير وأنا في سنك، 16 أو 17 سنة، وكنت بقول لنفسي إني هبطلها وقت ما أحب، لكن…”
حسن: (مقاطعًا) “بس انت بطلتها، صح؟”
الجد: (يبتسم بمرارة) “أيوه، بس عارف بطلتها إمتى؟ لما الدكتور قال لي إنِّي هموت لو مكملتش بطّل. ما بطّلتهاش بقوتي، بطّلتها في لحظة ضعفي!”
(في هذه اللحظة، يُسمع صوت امرأة من بعيد)
الصوت: “ممدوح! اطلع البلكونة اشرب سجاير، مش ناقصين كتمة نفس!”
(القلم يقفز بفزع)
القلم: “ينهار أبيض! انتوا الاتنين بتشربوا الأقلام البيضا دي!”
(حسن يخفض رأسه في خجل)
حسن: “وطبعًا بابا شافك بتشربها، فقلدك!”
الجد: (بغصة في صوته) “وأنت كمان شُفت أبوك بيشربها، فقلدته!”
(القلم يهتف متعجبًا): “انتوا التلاتة؟!”
حسن: (بتردد) “بس والله يا جدو، نفسي أبطلها…”
الجد: “هقولك جملتين، خليهم حلقة في ودنك:
1. الحاجة اللي تعوز تبطّلها، بطّلها في قوتك، متبطّلهاش في ضعفك.
2. متخليش الشيطان يقولك إن ده مستحيل.”
(يتوقف الجد قليلًا، ثم ينظر إلى حسن بجدية)
الجد: “وأنا عارف إنك دلوقتي بتقول: طب ما قالش الكلام ده لابنه ليه؟ بس أنا قلتله، وهو مسمعش… فأنا بقولك أنت كمان، يمكن تسمع، علشان نقطع حبل المشنقة اللي رابطني أنا وأبوك، ونحرر ولادك من إنهم يعملوا زينا.”
(القلم يهز رأسه موافقًا): “فعلاً، يا جدو ممدوح، ولادنا بيقلدونا، مش بيعملوا اللي إحنا عايزينه.”
حسن: (بحزم) “حاضر يا جدو، هحاول أبطلها!”
(الجد يبتسم لأول مرة منذ بداية الحديث)
الجد: “لأ، يا بني، الكلام سهل. قوم يلا، ارمي علبة السجاير وروح صلي ركعتين بنية إن ربنا يتوب عليك.”
(حسن يقف، يلتقط العلبة من على الطاولة، ينظر إليها للحظة، ثم يرميها في القمامة)
حسن: “حاضر يا جدو… وشكرًا إنك لما عرفت إني بشرب، ساعدتني إني أوقف، ومقولتش لحد.”
الجد: “ميساعدش التاني غير اللي مر بنفس تجربته، وإحنا قولنا: متعملش اللي بعمله!
التدخين ليس مجرد عادة، بل سلسلة متصلة من القرارات، تبدأ بفضول وتنتهي بندم. ولكن، لا يزال الأمل موجودًا لمن يقرر أن يكسر هذه السلسلة قبل أن تلتف حول رقبته. هل سيتخلص حسن حقًا من هذا القيد؟ وهل سيتعلم الجيل القادم من أخطاء من سبقوه؟
وفي الختام، تبقى الحكايات مستمرة، والمغامرات لا تنتهي، حيث يكشف لنا القلم عن قصص جديدة تحمل دروساً من الحياة اليومية. انتظرونا الأسبوع القادم مع حكاية جديدة ومغامرة أخرى، عبر “الرأي العام… الرأي المصري”.
اقرأ أيضًا:
البنك الأهلي المصري يحتفظ بشهادة الجودة في مجال الإمداد اللوجيستي من للعام الثاني على التوالي
بنك مصر والبنك التجاري الدولي يمنحان تمويلا مشتركا لصالح شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار “سوديك” بقيمة 4.14 مليار جنيه مصري لتمويل مشروعها بزايد الجديدة
وزير المالية: الإصلاح المالى والاقتصادي عملية ممتدة ومستدامة.. وأكبر من برامجنا الإصلاحية المدعومة من المؤسسات الدولية
البنك الزراعي المصري يوقع بروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة وشركة MAFI لتمويل الزراعات التعاقدية
الرئيس عبد الفتاح السيسي يهنيء قضاة مصر بمناسبة الاحتفال بـيوم القضاء المصري
النائب أحمد المصري يشيد بأستجابة مجلس أمناء الحوار الوطني لمطالبة الرئيس السيسي بإضافة بندًا عاجلاً لمناقشة قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية
دكتوره نورهان الزقم اخصائي طب الاسنان و علاج اللثة في حوار خاص للرأي العام عن أهم اسباب التهابات اللثةوكيفية علاجها
بنك القاهرة يوقع عقداً مع شركة بلتون لإدارة صناديق الاستثمار لتكوين وإدارة محفظة خارجية