ليالي رمضان تتوهج بالروحانيات.. والمحلة تنبض عشقًا في يوم الشهيد
متابعة / اسماء رجب
بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش ، ووائل شاهين مدير عام الادارة العامة لثقافة الغربية
منذ اللحظة الأولى، سادت أجواء روحانية ووطنية خاشعة، حيث افتُتح اليوم بعزف السلام الوطني، الذي جعل القلوب تخفق فخرًا. ثم أبهرت يمنى الجميع بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت عذب، ملأ القاعة بالخشوع. تلاها ابتهال مؤثر بصوت عبد الرحمن، الذي شدّ الأرواح إلى السماء بكلماته العذبة وإحساسه العميق. أما الإنشاد الديني، فقد تألق فيه وليد، حيث أبدع في الأداء الذي جعل الأجواء مزيجًا ساحرًا من الإيمان والفن الأصيل
أبلة فضيلة تُعيد الحكايات إلى الحياة
ما إن اعتلت إلهام خالد المسرح لتقديم حواديت أبلة فضيلة، حتى عادت الذكريات تُحيي قلوب الحاضرين، بينما غرق الأطفال في عالم السحر الذي لا يُقاوم. ضحكاتهم، دهشتهم، وتصفيقهم كانت شهادة على أن السرد القصصي الأصيل لا يموت، بل يولد من جديد في كل جيل
الأداء الحركي.. عندما يتحول المسرح إلى ساحة من السحر والإبداع
لكن اللحظة التي أوقفت الزمن، وأجبرت الجميع على حبس أنفاسهم، كانت مع عرض فرقة الأداء الحركي بقيادة الفنان خالد النموري. لم يكن استعراضًا عاديًا، بل كان عاصفة من الألوان والحركات المتناغمة، التي جعلت المسرح يتوهج بالحياة
وسط هذا التألق، انطلقت الأغاني التراثية التي أعادت للجمهور روح رمضان الأصيل، ومنها
رمضان كريم، المسحراتي، نور هلالك، هاتوا الفوانيس يا ولاد
يوم الشهيد لم يُنسَ، فقد كان هناك استعراض هزّ القلوب على أنغام أغنية “يا محروسة”، حيث اجتمعت فراشات المحلة في مشهد خاطف للأنظار، وكأن السحر لم يكتمل بعد الأداء كان حقيقيًا إلى درجة أبهرت الجميع ونالت إعجابهم
التنورة.. دوران من السحر يأسر القلوب
استمتع الحضور بعرضين مميزين للتنورة، حيث تألقت التنورة التركية بحركاتها السريعة والدقيقة، التي جسّدت التناغم والانسيابية في أروع صورها. أما التنورة الصوفية، فقد أضافت لمسة روحانية خاصة، حيث دار الراقصون في حلقات أشبه بمجرة من الألوان، يعبرون بحركاتهم عن التصوف والانجذاب الروحي. ومع دوران التنورة، دارت معها القلوب في نشوة من الجمال والصفاء.
مسك الختام.. ضحكات الأطفال والدهشة البريئة
وفي ختام الليلة الساحرة، كان للأطفال نصيبٌ من البهجة مع عرض العرائس، الذي قدّم فقرة ممتعة تفاعلوا معها بحماس. تعالت ضحكاتهم وتصفيقاتهم وهم يعيشون أجواء رمضان بطريقتهم البريئة والمليئة بالدهشة
هنا المحلة.. هنا السحر، هنا الفن، وهنا الوطن
ليلة جمعت بين الفن، التراث، والروحانية، لتظل المحلة الكبرى مشتعلة بالإبداع، مستيقظة على أنغام التراث، متوهجة كعادتها، لا تعرف النوم، ولا تقبل إلا أن تكون في صدارة المشهد الثقافي والفني في رمضان