القلم والمشرط… “أبطال مجهولون”
![]() |
![]() |
![]() |
القلم والمشرط… “أبطال مجهولون“
بقلم د. أحمد الوحش

طريقٌ سريعٌ، لكن حركته المرورية بطيئة، فهو مكتظٌ بالمركبات لدرجة يسبق فيها المشاه السيارات، نعم، هناك حادثٌ مروعٌ حدث للتو؛ حيث اصطدمت عدة سيارات ببعضها البعض، وأصيبت الحركة المرورية بشلل تام.
يستلقي أحدهم فاقدًا للوعي جريحًا مدرجًا في دمائه على الرصيف، تغيب عن صدره حركات التنفس، فهو أقرب إلى الموت من الحياة.
وهذه سيدةٌ تورم محجر عينيها الأيسر كأنه شخص سمين البطن يأكل حدَّ الانتفاخ يتلون جلده باللون الأزرق المائل إلى السواد.
يلتف حولهما زحامٌ من الناس يسودهم حالة من الذعر، والشفقة، ويحاولون تقديم المساعدة، لكن دون جدوى…
يأتي صوتٌ مألوفٌ للجميع قادم من بعيد يبعث الطمأنينة والأمل في قلوب الواقفين؛ ليلتقطوا أنفاسهم الضائعة بعد غرقٍ في بحر من الخوف واليأس.
سيارات صفراء ينزل منها رجالٌ يرتدون الملابس الزرقاء يتسابقون على المساعدة، ويتلهفون لإنقاذ الجرحى، والمرضى، هم الخطوط الطبية الأولى، والمتقدمة من صفوف المنظومة الطبية.
على ذكر “المنظومة الطبية” إن أول ما يخطر ببالك عند سماع هذا الاسم هم الأطباء، والتمريض، وغيرهم من العاملين في المستشفيات، ويتناسى الجميع من يؤدون خدمات الإسعاف من المسعفين، وسائقي سيارات الإسعاف، فهؤلاء الرجال الأبطال بمثابة الجندي المجهول في المنظومة الطبية.
في إحدى المرات كنت طبيبًا مرافقًا لمريض في سيارة إسعاف، وأتاحت المسافة الطويلة لي أن أتناقش معهم، وكان سؤالي موجهًا للسائق، والمسعف:
– “ليه اشتغلت في الإسعاف؟”
كانت إجابتهما واحدة أنهما يحبان هذا العمل، ويؤمنان أن الإسعاف رسالة عظيمة.
في طريق العودة اكتشفنا أن إحدى العجلات قد ثُقِبَت، فتوقفنا أمام إحدى نقاط الإسعاف، وأطلق السائق إنذارًا من سارينة السيارة؛ ليعلم زملاءه بالداخل بوصولنا، فخرج لنا ثلاثة مسعفين، ورحبوا بنا ترحيبًا حارًا، وعندما علموا أن العجلة مثقوبة سارعوا في تقديم المساعدة لإصلاحها.
أتاح هذا الأمر وقتًا إضافيًا ليدور بيننا نقاشًا تملأه الإنسانية، وحب العمل، وعند سؤال هؤلاء الشباب حكوا لي مواقفًا إنسانيةً بطوليةً تستحق الإشادة، حكى لي الأول كيف قام بنقل مريضًا من أقصى جنوب مصر إلى أقصى شمالها، وآخر يحكي كيف كان يتحدى الزمن؛ ليصل إلى الحادث، وينقذ جريحًا قبل فوات الأوان، وقص عليَّ المسعف الأخير عن مواقف صعبة مروا بها، ونظام حياتهم الأصعب المليء بالضغوط النفسية، والمسئولية الكبيرة.
لمست في كلامهم الصدق، والإنسانية، فوعدتهم أن يكون موضوع مقالي القادم عن هؤلاء الأبطال الذين يؤمنون برسالتهم، فهم جنود مجهولون يسعفون كل من يحتاج إلى مساعدتهم، حقًا أصاب من لقبهم بالمسعفين.
.
اقرأ أيضًا:
البنك الأهلي المصري يحتفظ بشهادة الجودة في مجال الإمداد اللوجيستي من للعام الثاني على التوالي
بنك مصر والبنك التجاري الدولي يمنحان تمويلا مشتركا لصالح شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار “سوديك” بقيمة 4.14 مليار جنيه مصري لتمويل مشروعها بزايد الجديدة
وزير المالية: الإصلاح المالى والاقتصادي عملية ممتدة ومستدامة.. وأكبر من برامجنا الإصلاحية المدعومة من المؤسسات الدولية
البنك الزراعي المصري يوقع بروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة وشركة MAFI لتمويل الزراعات التعاقدية
الرئيس عبد الفتاح السيسي يهنيء قضاة مصر بمناسبة الاحتفال بـيوم القضاء المصري
النائب أحمد المصري يشيد بأستجابة مجلس أمناء الحوار الوطني لمطالبة الرئيس السيسي بإضافة بندًا عاجلاً لمناقشة قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية
دكتوره نورهان الزقم اخصائي طب الاسنان و علاج اللثة في حوار خاص للرأي العام عن أهم اسباب التهابات اللثةوكيفية علاجها
بنك القاهرة يوقع عقداً مع شركة بلتون لإدارة صناديق الاستثمار لتكوين وإدارة محفظة خارجية
نقدم لكم من خلال موقع (الرأى العام المصرى )، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.