شهدت مدينة دمنهور، عاصمة محافظة البحيرة، صباح اليوم الثلاثاء، حالة من الذعر بين المواطنين، عقب اندلاع حريق هائل داخل أحد المحال التجارية الكائنة بمحيط محطة السكة الحديد بدمنهور، حيث امتدت ألسنة اللهب إلى عدد من المحال المجاورة، ما أسفر عن تلفيات وخسائر مادية جسيمة، دون تسجيل أي خسائر في الأرواح، وسط جهود مكثفة من قوات الحماية المدنية التي تمكنت من السيطرة على الحريق قبل أن يمتد إلى مناطق أخرى أكثر ازدحامًا.
وبحسب شهود عيان، فإن الحريق بدأ في أحد المحال التجارية المخصصة لبيع الأدوات الكهربائية، حيث شوهدت سحب كثيفة من الدخان تتصاعد من المكان، ما أثار حالة من الفزع بين أصحاب المحال المجاورة والمارة، خاصة أن الموقع يقع في منطقة حيوية تشهد كثافة مرورية وبشرية كبيرة على مدار اليوم.
وفور تلقي غرفة العمليات بمديرية أمن البحيرة بلاغًا باندلاع الحريق، دفعت قوات الحماية المدنية بعدد من سيارات الإطفاء، وتمكنت من محاصرة النيران وإخمادها بعد جهود استمرت لأكثر من ساعة، حيث تم فصل التيار الكهربائي عن المنطقة كإجراء احترازي، ومنع اقتراب المواطنين من موقع الحادث لتسهيل عمليات الإطفاء وتأمين المنطقة.
وأكد مصدر أمني مسؤول بمديرية أمن البحيرة أن الحريق لم يسفر عن أي إصابات أو وفيات، مشيرًا إلى أن الخسائر كانت مادية فقط، وقد طالت أكثر من أربعة محال تجارية تنوعت بين محلات ملابس وأجهزة كهربائية ومستلزمات منزلية. وأضاف أن المعاينة الأولية ترجّح أن يكون ماس كهربائي هو السبب وراء اندلاع الحريق، فيما لا تزال الأجهزة المعنية تُجري تحرياتها لكشف ملابسات الواقعة بشكل كامل.
من جهته، توجه فريق من النيابة العامة بدمنهور إلى موقع الحادث لمعاينة آثار الحريق والاستماع لأقوال الشهود وأصحاب المحال المتضررة. كما تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأمرت النيابة بانتداب المعمل الجنائي لمعاينة مكان الحريق وبيان أسبابه وتقدير قيمة الخسائر.
وأشاد عدد من الأهالي بسرعة استجابة قوات الحماية المدنية التي حالت دون امتداد النيران إلى باقي السوق التجاري المجاور، مؤكدين أن الحادث كاد يتحول إلى كارثة كبرى لولا سرعة التحرك والتدخل الفوري. كما طالبوا الجهات المعنية بتكثيف حملات التفتيش على توصيلات الكهرباء داخل المحال والأسواق، وتطبيق اشتراطات السلامة المهنية للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث.
جدير بالذكر أن منطقة محطة السكة الحديد بدمنهور تُعد من أكثر المناطق حيوية ونشاطًا تجاريًا، حيث تنتشر بها الأسواق والمحال المتنوعة، ما يزيد من خطورة اندلاع الحرائق فيها، ويستدعي تعزيز إجراءات السلامة بها بشكل دائم.
وتواصل الجهات المختصة حصر التلفيات والاستماع لأقوال أصحاب المحال المتضررة، في الوقت الذي تسود فيه حالة من الارتياح بين المواطنين عقب السيطرة الكاملة على الحريق دون أي خسائر بشرية.