الدكتور إبراهيم العزازي لـ”الرأي العام المصري”: نعمل من أجل وطن يستحق.. والتعليم المهني هو الطريق للنهوض بالشباب
حوار: عزة فوزي
في حوار من القلب مع الدكتور إبراهيم العزازي، أحد أبناء الوطن المخلصين الذين شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة، واستكملوا مسيرتهم في بناء الأجيال من خلال التعليم والتدريب والتطوير، فتح لنا قلبه متحدثًا عن ذكرياته الوطنية، ورؤيته في التعليم العالي، وتفاصيل مشواره في تأسيس أول معهد عالي خاص بالإسكندرية، وكذلك مشاركاته المجتمعية من خلال حزب الوعي، مؤكدًا أن “حب الوطن لا يتوقف عند الحرب، بل يمتد إلى كل ساحة يُمكن أن تُسهم في بنائه”.

—
قصة وطن.. من الجبهة إلى قاعات التعليم
بدأ الدكتور العزازي مسيرته الوطنية مبكرًا، حيث التحق بالقوات المسلحة عقب حصوله على الثانوية العامة مباشرة، وشارك في حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر المجيدة، خلال الفترة من 6 أغسطس 1969 وحتى 1 سبتمبر 1974. بعد انتهاء خدمته العسكرية، التحق بكلية الآداب – جامعة الإسكندرية، قسم الفلسفة، وتدرج في التعليم الأكاديمي حتى حصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الإدارة.
عمل الدكتور العزازي في دولة الكويت لمدة عشر سنوات، قبل أن تجبره ظروف حرب الخليج في عام 1990 على العودة إلى مصر، ليبدأ مرحلة جديدة في حياته بالعمل في مجال تصدير الفاكهة إلى ليبيا.
—
نواة التعليم العالي الخاص بالإسكندرية
في عام 1992، أسس الدكتور العزازي “المعهد العالي للسياحة والفنادق” بالإسكندرية، والذي يعد أول معهد خاص من نوعه في المدينة، سابقًا في إنشائه للأكاديمية العربية للنقل البحري (أكاديمية العلوم والتكنولوجيا حاليًا). واجه المعهد العديد من التحديات في بدايته، لكنه نجح في تخريج أول دفعة بعد عامين فقط، واليوم يمتد البرنامج ليصل إلى أربع سنوات دراسية.
ويضيف العزازي: “نعمل على تخريج مدير فندق على أعلى مستوى من الكفاءة، من خلال تجهيزات متطورة تشمل مطبخًا محترفًا، وأجهزة حديثة للتدريب، بالإضافة إلى وجود شيف فرنسي لإعداد الطلاب لسوق العمل الفندقي. كما خصصنا نصف طائرة داخل المعهد لتدريب الطلاب على الضيافة الجوية، وفق معايير عالمية وبإشراف لجان متخصصة.”
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم توقيع بروتوكول تعاون مع الجامعات الفرنسية بجهود المستشارة الثقافية الدكتورة نيفين خالد، مما أتاح تبادل الخبرات الثقافية والتعليمية.
—
الكوادر التعليمية.. انتقاء لا عشوائية
وعن آلية اختيار العاملين بالمعهد، أوضح العزازي أن هناك مجلس إدارة يقوم بفرز السيرة الذاتية للمتقدمين واختيار الأفضل. وأضاف بأسف: “كنت أطمح للحصول على موافقة ببدء برامج الدراسات العليا لتأهيل الكوادر بشكل أفضل، ولكن للأسف تم رفض الطلب من الجهات المعنية.”
—
سوق العمل… والفرص المتاحة
وعن مدى توافق خريجي المعهد مع احتياجات سوق العمل، أكد العزازي أن المعهد ينظم ملتقى توظيفي سنويًا يمتد لشهر كامل، بمشاركة تسع شركات كبرى، وغالبًا ما يتم توظيف الطلاب مباشرة بعد الملتقى. وقال: “اليوم معظم مديري الفنادق بالإسكندرية من خريجي المعهد. ومع انتعاش السياحة، أصبحت الفرص متاحة بكثرة في شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي، ولكن البعض من الشباب يفتقد الحماس والرغبة في العمل رغم توفر الفرص.”
—
رسالة إلى وزارة التعليم العالي
ناشد الدكتور العزازي وزارة التعليم العالي بإتاحة مكاتب لإصدار “ختم النسر” داخل كل جامعة أو معهد، لتخفيف العبء عن الطلاب الذين يضطرون للسفر إلى القاهرة لإنهاء إجراءات بسيطة. وأضاف: “نقوم بإرسال مندوب أسبوعيًا إلى القاهرة لتيسير الأمور، لكن وجود مكتب بكل محافظة أصبح ضرورة لتسهيل حياة الطلاب.”
—
حول التعليم في مصر: الكثافة والمياه والتطوير
في رؤيته الشاملة، تحدث الدكتور العزازي عن ضرورة التخفيف من الكثافة الطلابية في الفصول، واقترح نظام الدراسة بالتبادل، بحيث يحضر طلاب الفصل الواحد لمدة ثلاثة أيام أسبوعيًا مقابل زيادة عدد ساعات اليوم الدراسي، بما يسهم في تخفيض الأعداد إلى النصف دون الحاجة لبناء مدارس جديدة.
كما أشار إلى تجربة ناجحة بالتعاون مع المهندس أحمد جابر بتركيب أدوات لترشيد المياه داخل مدارس الإسكندرية، إلى جانب نشر التوعية من خلال ملصقات إرشادية.
—
نادي العاصمة.. صوت الناس للوطن
عن “نادي العاصمة”، قال الدكتور العزازي: “هي مبادرة تتيح للناس عرض مشاكلهم، ونبحث عن حلول واقعية بالتعاون مع كافة الجهات. الوطن بحاجة لأن يسمع صوت الجميع، ونحن نحاول أن نكون هذا الصوت.”
—
رئيس لجنة حزب الوعي في الإسكندرية
سألناه: “لماذا حزب الوعي دون غيره؟”، فأجاب: “وجدت في هذا الحزب روحًا مخلصة تعمل بجد، لا لمصالح شخصية، بل لحماية الوطن. نعمل على الأرض، ونعلن عن أنفسنا من خلال الفعل، وليس الشعارات.”
ويواصل: “نقوم بمبادرات حقيقية: قوافل طبية، علاج مجاني، تعاون مع الأطباء والمجتمع المدني، ورعاية أطفال الشوارع. حتى حفلات الزواج الجماعي ندعمها بشكل فعلي، كما حدث مؤخرًا في برج العرب بزواج 650 عريسًا وعروسة بتمويل من رجال الأعمال وصندوق تحيا مصر.”
و
اختتم الدكتور إبراهيم العزازي حديثه قائلًا: “حب الوطن ليس كلامًا يُقال، بل أفعال تُنفذ. نحن نؤمن أن بالعمل المستمر، والإيمان بالذات، يستطيع الإنسان أن يحقق كل ما يتمناه لوطنه ولنفسه. مصر تستحق منا كل الجهد.”
—
وفي نهاية الحوار، تتوجه أسرة “الرأي العام المصري” بالشكر للدكتور إبراهيم العزازي على هذا الحديث الثري، على وعد بفتح مزيد من الملفات